واصلت قوات الأطلسي ضرباتها لمناطق سيطرة قوات العقيد معمر القذافي،تحت غطاء حماية المدنيين في ليبيا، إلا أنها أخطأت هدفها فجر أمس لتصيب مبنى مؤلفا من طابقين في طرابلس، أسفر عنه مقتل 9 أشخاص بينهم 5 أفراد من عائلة واحدة، وهو ما اعتبره النظام ارتكابا "لأعمال وحشية".
وأعلن الحلف أنه يحقق في العملية، مؤكدا أنه سيكون "شديد الأسف" إذا ما ثبتت صحة ذلك. وقال المتحدث باسم الحلف مايك براكن إن "حلف الأطلسي يحقق في الأمر.. لقد قام الحلف بعمليات في طرابلس الليلة الماضية (قبل الماضية) حيث شن غارات جوية ضد هدف عسكري شرعي".
وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم النظام الليبي إن تسعة أشخاص بينهم خمسة من أفراد عائلة واحدة قتلوا وأصيب 18 بجروح في غارة شنها الحلف الأطلسي ليل السبت الأحد على حي سكني في طرابلس.
وأضاف إبراهيم أن "الأشخاص الأربعة الآخرين قتلوا فيما كانوا يعبرون أمام المنزل عند وقوع الغارة".
وجاء في بيان للحلف تلاه المتحدث باسمه أن الحلف "يأخذ جميع الأنباء بشأن مقتل مدنيين بجدية وسيواصل التحقيق في المزاعم للتحقق من صحتها".
وقال إن "الحلف يأسف بشدة لأية خسارة في أرواح المدنيين خلال هذه العملية، وسيكون شديد الأسف إذا ما خلص التحقيق في هذا الحادث إلى أن (القتلى سقطوا) بنيران الحلف".
واتهم موسى إبراهيم الحلف الأطلسي بارتكاب أعمال "وحشية" مستهدفا "عن عمد المدنيين".
وكان الحلف اعترف مساء السبت بأن طائرة تابعة له أغارت عن طريق الخطأ على رتل للثوار الليبيين في منطقة البريقة (غرب) في 16 يونيو، موضحا في بيان أنه بعد دراسة التقارير بشأن إحدى ضرباته، لاحظ أنه ضرب قوات الثوار في منطقة البريقة الخميس.
واتهم رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي الحلف بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، مؤكدا أنه "دخل في الساعات الـ72 الأخيرة مرحلة جديدة من عدوانه على البلاد مع استهدافه مباشرة منشآت مدنية" خصوصا عبر قصف فندق الخميس واستهداف جامعة الجمعة في طرابلس. ودعا إلى "اجتماع طارئ" للأمم المتحدة لبحث "الجرائم التي يرتكبها الحلف الأطلسي ضد مدنيين في ليبيا".
واعتبر الحلف هذه التصريحات "شائنة"، مؤكدا أن "القذافي ونظامه هما من يلجآن بشكل منهجي ووحشي إلى مهاجمة الشعب الليبي".
ميدانيا، ورغم قصف القوات الموالية للقذافي، فإن معارك عنيفة تدور في جبال نفوسة غرب ليبيا حيث يحاول الثوار تعزيز مواقعهم.
وتمكن الثوار من السيطرة بعد مواجهات مع قوات القذافي، على كافة البلدات الواقعة بين الزنتان ويفرن المدينتين اللتين سيطرت عليهما المعارضة الليبية المسلحة. وفي مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية على المتوسط التي يسيطر عليها الثوار، قصفت القوات الموالية للقذافي شرق المدينة وغربها ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وإصابة أربعين آخرين بجروح.
ويسيطر الثوار على مناطق الشرق الليبي حيث تحولت بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد إلى عاصمة لهم، في حين بقيت أغلب مناطق الغرب حيث توجد العاصمة طرابلس بين أيدي القذافي.
ومنذ منتصف فبراير، أسفر النزاع في ليبيا عما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف قتيل وأجبر نحو 952 ألفا آخرين على الفرار، وفق منظمات دولية.
وفي لندن، يعكف محققو جرائم الحرب على جمع الآلاف من الوثائق التي يمكن استخدامها في رفع دعوى ضد القذافي، حسبما ذكرت تقارير أمس. وأفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الأدلة تتضمن تفاصيل عن محاولات لتجويع سكان مدينة مصراتة الساحلية. وكشفت صحيفة "ذي أوبزرفر" أن إحدى الوثائق تظهر أن القذافي أصدر أمرا بالاستمرار في قصف مصراتة حتى يتحول البحر من اللون الأزرق إلى الأحمر.