نجح الهلال في مسح الصورة السلبية، وقدم أداء مقنعاً للغاية أمس وهو يحل ضيفاً على الاتحاد في إياب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، فخرجا متعادلين (1/1) في لقاء استضافه استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة.

ونجح الاتحاد في العبور إلى نهائي المسابقة لمرة رابعة في تاريخه محتفظا بكثير من جهده وطاقته تحضيراً لمباراة القمة التي ستقام الجمعة المقبلة في ذات الملعب.

وكان الهلال الذي خسر لقاء الذهاب في عرينه في الرياض (صفر/3) البادئ بالتسجيل عن طريق مهاجمه عيسى المحياني في الدقيقة 14، قبل أن يعود الاتحاد في وقت متأخر ليدرك التعادل في الدقيقة 80 عبر مهاجمه البديل نايف هزازي.

وتسيد الهلال البداية، واستحوذ كثيراً على الكرة طيلة نصف الساعة الأولى، قبل أن يدخل الاتحاد الأجواء متأخراً، وينجح أخيراً في تجنب الهزيمة.

وقدم المدرب المؤقت للهلال سامي الجابر الذي حل خلفاً للأرجنتيني جابرييل كالديرون أوراق اعتماده كمدرب مقبل بعد أن لملم شتات فريقه خلال ساعات فقط، وقدمه بشكل مقبول للغاية في مواجهة أمس.

كاد الاتحاد يفتتح باب التسجيل مبكراً بعدما استثمر قائده محمد نور ذكاءه في ترك الكرة تمر من بين قدميه لتصل إلى زميله المندفع، البرتغالي باولو جورج الذي واجه مرمى الهلال لكنه سدد برعونة خارج الملعب.

وجاءت هذه البداية لتكون مؤشراً لمباراة مفتوحة من الفريقين بعد أن كشف الاتحاد عن نواياه الهجومية، في الوقت الذي دخل مدرب الهلال سامي الجابر المباراة بطريقة منطقية تعتمد على تواجد رأسي حربة عيسى المحياني وأحمد علي، خصوصاً أن فريقه كان مطالباً بتسجيل ثلاثة أهداف على الأقل لنقل المباراة إلى التمديد.

وأسفرت المنهجية الهلالية عن هدف التقدم الذي سجله عيسى المحياني مستثمراً غفلة الدفاع الاتحادي، حيث استلم الكرة داخل منطقة الجزاء الاتحادية، وسددها زاحفة على يسار الحارس مبروك زايد في الدقيقة (14).

وزاد الهدف من ضغط لاعبي الهلال على المرمى الاتحادي، مع تراجع وارتباك اتحادي واضح خصوصاً في المنطقة الدفاعية، ما سمح بتهيئة عدد من الكرات للهجوم الهلالي وتحديداً للمصري أحمد علي الذي كان محور الخطورة الهلالية.

ومع مضي نصف الساعة الأولى بدأ الاتحاد يدخل تدريجياً أجواء المباراة مع تحرك قائده نور الذي بدأ الاعتماد على تمويل الجزائري عبدالملك زيايه بالكرات العرضية التي يجيد التعامل معها.

وكان زيايه قريباً من تسجيل هدف التعادل، لولا التدخل الموفق من المدافع ماجد المرشدي الذي عاد ليكرر ذات سيناريو الإنقاذ بعد أن وقف بالمرصاد لعرضية البرتغالي باولو جورج قبل أن تصل إلى زيايه المتمركز.

وبقيت السيطرة الهلالية دون فعالية حقيقية على المرمى الاتحادي بعد التقدم، حيث كانت كل كرة تقطع من الهلال في منتصف الملعب تشكل خطورة بالغة على مرماه، وكانت إحداها كرة قطعت وانطلق بها زيايه من وسط الملعب، ومررها لنور الذي تابعها مباشرة لكن الحارس حسن العتيبي نجح في التعامل معها ببراعة، لتبدو خطورة الاتحاديين أشد متجلية في تنفيذ عدد من ركلات الزاوية المتتابعة.


واقترب الاتحاد كثيراً من التعديل مطلع الشوط الثاني، حينما بذل زيايه جهداً كبيراً لتجاوز الظهير الأيسر الهلالي عبدالله الزوري، ومرر كرة متقنة لنور الذي سددها لكن العتيبي نجح في التصدي لها وإبعادها عن مرماه. وأعطت هذه الهجمة مؤشراً إلى نهج اتحادي هجومي بالاعتماد على مبدأ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.

واضطر مدرب الهلال إلى إجراء تبديل إجباري فسحب المهاجم المصاب عيسى المحياني، ودفع بلاعب الوسط المهاجم عبدالعزيز الدوسري، فيما كان مدرب الاتحاد يرد بتغيير تكتيكي وعناصري فسحب لاعب الوسط سلطان النمري وأدخل المدافع محمد سالم الذي قام بتغطية الجهة اليمنى، وسمح للظهير الأيمن راشد الرهيب بالتقدم، وحوّل الوسط الأيمن البرتغالي باولو جورج لمركز الوسط الأيسر بديلاً للنمري، ثم أتبعه بالاستعانة بنايف هزازي بديلاً لزيايه لإعادة الحيوية لخط الهجوم، بعد تعرض زيايه للإرهاق نتيجة لتواجده وحيداً في المقدمة.

ودفع الجابر بكامل أوراقه في الهجوم، فأضاف مهاجماً ثالثاً للمقدمة، فاشترك بالمهاجم وليد الجيزاني بديلاً للاعب الوسط أحمد الفريدي.

وسنحت للاتحاد فرصة ذهبية بإدراك التعادل بعد أن جهز البرتغالي باولو جورج كرة متقنة لهزازي الذي لم يستلمها بالشكل المطلوب، لتعود للرهيب الذي طوح بها فوق العارضة، إلا أن هزازي عاد وأحرز هدف التعادل بعد أن ارتقى بشكل رائع لعرضية جورج التي جاءت من كرة ثابتة وحولها في المرمى مدركاً التعادل في الدقيقة (80) فقضى على الطموحات الهلالية في تعديل فارق، ولذا كان طبيعياً أن ينخفض مستوى الفريق الهلالي، مما أعطى الاتحاد حرية أكبر في الوصول لمرمى الهلال، حيث كاد هزازي يضيف الهدف الثاني بعدما واجه المرمى لكنه سدد الكرة في الشباك الجانبية للمرمى.