واجهت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد أقل من 48 ساعة على تأليفها أول هزة أمنية، سلطت الضوء على حجم التحديات التي تواجهها والملفات الساخنة التي يمكن أن تفتح بوجهها. فقد حصدت المعارك في طرابلس أول من أمس 7 قتلى و59 جريحا بينهم مسؤول في الحزب العربي الديموقراطي (حليف حزب الله وسورية). وتوقفت الاشتباكات بعد عدة اجتماعات عقدها رئيس الحكومة مع القيادات الأمنية في طرابلس، وأعلنت قيادة الجيش أنها تابعت تنفيذ إجراءاتها في منطقتي جبل محسن وباب التبانة، حيث أنهت فجر أمس انتشارها فيهما وأعادت الوضع إلى طبيعته، كما باشرت تسيير دوريات وإقامة حواجز لضبط المخالفات والظهور المسلح، وبدأت مداهمات وعمليات بحث عن المتورطين بالاشتباكات.
وأكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن المحرضين والمتدخلين والمنفذين في اشتباكات طرابلس ستتم مداهمتهم ومصادرة السلاح.
ولفت إلى أن من يرد أن يعمل بالسياسة فعليه أن يعمل بالحوار دون أن يؤدي إلى تدمير مؤسسات وأبنية، مؤكدا أن المسلحين هم من عشرات السنين ولكن يغيرون لباسهم وينقلون البارودة من كتف إلى آخر. وأوضح أنه لو أخذت التظاهرة المعارضة للنظام السوري رخصة "لكنا حميناهم وما كان ليحصل ما حصل".
من جهته، شدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "ضرورة الاستقرار الأمني وعدم المسّ بطمأنينة المواطنين وسلامتهم والسلم الأهلي"، مبديا ارتياحه "لتدابير قيادة الجيش لفرض الأمن والهدوء في مناطق التوتر في طرابلس".
وفي السياق نفسه اندلعت موجة اشتباكات سياسية وإعلامية بين المعارضة والأكثرية وتبادل الطرفان الاتهامات بتفجير الاشتباكات. وفيما اعتبرت الأكثرية أن ما جرى هو رد فعل على تشكيل الحكومة ومحاولة لضرب مسيرتها منذ البداية، اتهمت المعارضة الأكثرية بأنها تحضر مخططا خبيثا أعده النظام السوري لضرب الاستقرار في لبنان والتغطية على ما يحدث في سورية.
على صعيد آخر نقل الموقع الإلكتروني "NOW Lebanon" الموالي للمعارضة عن مصادر قيادية في "حزب الله" اعتقال مجموعة من العملاء في صفوف الحزب خلال الأيام الماضية، دون أن يؤكد الحزب رسميا هذا الخبر. وأشار الموقع إلى أنه تم اعتقال عدد من العناصر بعدما تبيّن تعاملهم مع العدو الإسرائيلي، وأن أحد المعتقلين قريب لمسؤول بارز في الحزب، وآخر رجل دين.