لا أعرف، متى يلتفت منظمو جوائز "الأوسكار" لـ"إبداعات" هواة تجميع ومونتاج المقاطع "الواقعية" في بلادنا والبلاد العربية الأخرى، ففي الوقت الذي يصرف فيه الغربيون والشرقيون ملايين الدولارات لإنتاج أفلام تتلمس هموما إنسانية أو توثق لتاريخ معين باستخدام الخيال الواسع "غير المنطقي"؛ نشاهد يوميا وفي أرضنا وتحت سمائنا إنتاجا "سينمائيا" فريدا من نوعه ـ ومن أرض الواقع ـ يقوم عليه "متطوعون"! حيث لم تلتفت إليه "الأوسكار" حتى الآن ولا أظنها ستفعل! ولذلك أرى أن تتبنى (جهة ما تحت أي غطاء) تنظيم مهرجان ـ محليا أو عربيا ـ يجمع هذا الشتات العجيب تحت خيمة جائزة "أوسكارية" خاصة بنا، تكون شروطها وفق "خصوصيتنا وعاداتنا وتقاليدنا" حرفيا. وبالطبع لا مكان في هذه الجائزة لأفلامنا السينمائية (القصيرة دائما) التي لا تتجاوز الدقائق العشر، ومع ذلك ترى الزمر والطبل الإعلامي الذي يجعلها في مصاف الإنتاج العالمي وهي مجرد (واحد يمشي في طريق)!.

فهذا المهرجان سيجمع تحت "خيمته" آلاف المقاطع "النادرة عالميا" في الشتائم والألفاظ "الشوارعية" التي تنفرد بها قنواتنا الفضائية خلال حوارات ( يا وقح، ياعميل ، يا مندس، يا زنديق .. تعال إذا كنت رجال ، يا ابن ....) لن أكمل فالبقية لن تكون صالحة للنشر الصحفي بعكس الفضائي والسينمائي "الحر".

ولأن العملية فيها جائزة و(فن بديع) فإن المقاطع التي تبقى جامدة دون خلفيات تشويقية و"همهمات" ـ بدون موسيقى طبعا ـ ولا تتخللها أبيات لشاعر شعبي يتوعد بقتل "الليبرالي" فلان؛ ستبقى خارج المسابقة فالشروط "الصارمة" لهذا التجمع "السينمائي"، تستوجب اختراع أساليب إبداعية غير مسبوقة في الإخراج والجذب في العناوين على شاكلة "شاهد وانشر فضيحة فلان" و "الجهبذ فلان يلقم النكرة علانا حجرا ويفضحه على رؤوس الأشهاد" ومن الإنتاج الحديث جدا "مشاهد نادرة تكشف العلاقات المشبوهة لزعيطان بسفارة الكونغو".

أما عن النجاح والصدى العالمي، فإنني أجزم أنه لو تمت الفكرة وانطلقت المسابقة تحت رعاية صحف "الحواري" الإلكترونية، وبعض الورقية وفضائيات "طقها وألحقها"، فستحقق شهرة تجعل منظمي "الأوسكار" يعلنون إفلاسهم ويلغون مهرجانهم السنوي. وسنصبح على كل لسان وستعرف عن "ثقافتنا" حتى شعوب "المايا"! ولكن هل لدينا سينما؟!