لا يمكن لجرة قلم أن تصادر جماهيرية الشيخ محمد العريفي ولا حضوره الطاغي في الوسطين الدعوي والإعلامي فتلك مسألة محسومة بضغطة أزرار على "اليوتيوب" ولعل آخرها هذا التدفق الذي شاهدنا في ملتقى شباب الخبر نهاية الشهر الماضي. السؤال هو: هل ما زال فضيلة الشيخ الدكتور، يحفظه الله، بحاجة إلى مزيد من الجمهور ولهذا كان أول سعودي يعلن على الملأ: الشعب يريد.... ثم يطلب من جمهوره أن يرددها خلفه وحين أحجموا بالفطرة مع المرة الأولى، طلب من القاعة أن تكون – كورالا – بعده لتعصف القاعة بذات الجملة. وبالطبع، ومن المقطع أيضا، يعترف فضيلة الشيخ أن الحماس واليوفوريا قد قادت إلى جملة لا مكان لها في الواقع السعودي وسبق لغيره أن اختبر هذه الجملة ودعا إليها في جمعة شهيرة ثم رفض هذا الشعب هذه الجمعة في استفتاء تاريخي. اعتراف صاحب الفضيلة بخروج الجملة السابقة عن قواعد الإعراب تبرهنه جملته التالية حين قال مباشرة بعدها: الله يستر، شكلي بأنسجن بعد المحاضرة. هو يعرف تماما أن الجملة عفوية كانت أم مقصودة، لا تسجن، رغم أن الافتراض أن نغلب حسن النوايا وجملة واحدة لن تصادر هذه المسيرة البيضاء لفضيلة الشيخ في كل ما نتفق معه أو نختلف.
وكل القصة في لب الحوار مع فضيلته حول هذه الجملة بالتحديد ليس إلا لب خطبة قديمة لصاحب الفضيلة في الأسبوع التالي لجمعة "حنين" الشهيرة المهزومة. ويومها وقف فضيلة الشيخ، محمد العريفي، ليوزع نشرة الاتهام في حق أطياف ومدارس وطنية مختلفة بأنها خذلت بالسكوت عن الدعوات التي أطلقها المرجفون قبل ذات الجهة ويومها انبرى في لغة واضحة يتهم هؤلاء بالأهداف المشبوهة ويطلق أرقام الإحصائيات على العدد الفقير لمقالات هذه الأطياف والمدارس التي سكتت عن الوقوف في وجه فتنة نائمة ذات الجمعة. ومن المؤكد تماما تماما، أن الطيف السعودي الواسع يعرف مسبقا أن مثل هذه – الجمعة – لن يكون لها وجود سوى في الأوهام والخيال فأسباب – الجمع – العربية المختلفة في الربيع العربي لها إرهاصات وبشائر لا تنطبق على الحالة السعودية وقد لا يعرف الفوارق إلا من زار هذه الشعوب وعرف أوضاعها المأساوية. وكل القصة أن فضيلة الشيخ قال جملته الأخيرة أمام الآلاف وفي نقل حي مباشر لقناة فضائية ومن حقنا الحوار حولها طالما أن الجملة أصبحت – شخصية عامة – من فم – شخص عام – وقيلت في مناسبة وطنية عامة.
نحن بالحوار البناء نقول لفضيلة الشيخ إن الفوارق ما بين الخطبة العصماء بعيد جمعة حنين المهزومة وبين الجملة الأخيرة تهدم كل نشرة الاتهام التي ساقها للمدارس التي سكتت بحسب زعمه. وعلى الأقل فإن الساكت يومها لم يكن صاحب المبادرة أن يكون أول سعودي يردد: الشعب يريد....