لم يخطر ببال معلم بنجران أن يكافئه أحد طلابه بمخالفة مرورية بعد أن درسه قبل نحو 15 عاما، وما زاد الأمر غرابة أن التلميذ الذي أصبح رجل أمن أشعر معلمه بأنه لن يفرط في هذه الفرصة لينتقم لنفسه من القسوة والعقاب البدني الذي كان ينتهجه المعلم تجاهه عندما كان على مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة.
وقال المعلم عبدالله اليامي إنه أثناء مروره بإحدى نقاط التفتيش بنجران أوقفه أحد رجال الأمن وطلب منه رخصة القيادة واستمارة المركبة ثم سأله عن أسباب عدم تجديد الرخصة وأجابه بأنه سوف يقوم بمراجعة إدارة المرور لتجديدها وطلب من رجل الأمن أن يعفيه من المخالفة المرورية ليفاجأ بعد ذلك بأنه يخبره بأنه كان أحد طلابه في المرحلة المتوسطة ولن يفرط في هذه الفرصة التي سنحت له ليكافئه على أسلوبه التسلطي ومبدأ العقاب البدني المبرح الذي كان ينتهجه ضده. وعند محاولة ثنيه عن تحرير المخالفة قال له أنت كنت تحرص على الشدة والمركزية خلال تدريسك لنا وأنا اليوم أحرص على تطبيق النظام لمساواتك بغيرك ولأنك من تسبب في كرهي لمواصلة الدراسة وحرر بحقه المخالفة المرورية.
وأضاف اليامي أن مثل هذه المواقف تثبت له ولغيره من المعلمين عدم جدوى الأساليب التسلطية التي كانوا يتبعونها في الماضي وأن الأساليب التربوية المعتمدة على فن التعامل المثالي لغرس القيم والمبادئ في نفوس النشء هي من تحقق الأهداف المنشودة في مجالات التربية والتعليم.