أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن أمن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري "أولوية بنظر فرنسا" شأنه شان أمن سائر السياسيين اللبنانيين، تعليقا على معلومات صحفية أفادت عن احتمال أن يكون تعرض لمحاولة اغتيال.

وحول ما إذا كان الحريري في وضع لجوء في فرنسا قال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو خلال لقاء صحفي إن "الحريري غالبا ما يأتي إلى فرنسا. يكون هنا يوما، يغادر في اليوم التالي. لا معلومات خاصة لدي بهذا الصدد".

وتابع "في المقابل، موقف فرنسا الثابت بصورة عامة هو أن أمن الحريري كأمن أي مسؤول سياسي لبناني آخر، كما أمن لبنان بأسره، أولوية بنظر فرنسا".

وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أفادت أمس أن الحريري بات "لاجئا" في فرنسا بعدما استهدف قبل أسبوع في لبنان بمحاولة اغتيال من قبل النظام السوري.

وأوضحت أن واشنطن أعطت تعليمات لرئيس الوزراء السابق بعدم العودة إلى لبنان إثر تقارير لأجهزة الاستخبارات الأميركية تفيد بأن حياته في خطر.

وفيما تتصاعد حملة المعارضة بكافة رموزها على الحكومة الجديدة وتلميح البعض مباشرة وغير مباشرة، خصوصا مسؤولين في تيار المستقبل إلى إمكانية مواجهة الحكومة في الشارع بأسلوب ديموقراطي، أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أننا جزء من المجتمع الدولي ونريد أن نكون على أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة". وشدد على "أن هناك تحديات أساسية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة سنعمل على مواجهتها والتنبه إلى مخاطرها وتداعياتها، لكن هناك في المقابل فرص كبيرة متاحة أمامنا ينبغي علينا الإفادة منها لخدمة وطننا وشعبنا". وأكد خلال استقباله وفدا من "المجموعة العالمية لرجال الأعمال "أن سلامة لبنان واستقراره ووحدة شعبه هي خطوط حمراء لن يسمح اللبنانيون، كما لن نسمح نحن بالمساس بها".

وأعلن أن لديه "رؤية اقتصادية سبق أن أقرتها حكومتي الأولى في 2005 لكن كانت محكومة بالانتخابات النيابية وانتهت مسؤوليتها دون أن تحقق الكثير مما تمنينا، واليوم سنعمل من خلال الحكومة على إعادة إحياء هذه الرؤية بعد إدخال التعديلات الضرورية عليها"، آملاً "أن نتمكن مع المجلس النيابي من تحقيق إنجازات سريعة تحد من قلق الشباب اللبناني وتخفف من معاناتهم والهجرة وتجعل نسبة البطالة متدنية، وتفعّل وضع الإدارة اللبنانية بعد الركود الذي تمر به".

من جانبه، أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّ حزب الله يلتزم بما توافق عليه اللبنانيون منذ الطائف وصولاً إلى يومنا هذا. وشدد على أنه "لسنا أنصار الكيدية والثأرية ولا التشفي نحن أصحاب الانتصارات المتواضعة التي كلما تحقّق واحد منها كلّما ازددنا تواضعاً وفتحنا قلوبنا ومددنا أيدينا للآخرين ليشاركونا في مهام البناء وفي تحمل المسؤولية وفي القيام بالواجب".

على صعيد آخر ووسط تسريب معلومات من أطراف في الأكثرية عن احتمال قرب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لفت قول وزير الدولة سليم كرم إن من قتل الحريري هو دولة كبرى ليست من الشرق الأوسط.

من جهة ثانية، ارتفعت أصوات من تيار المستقبل تحذر من اعتقال الفارين من المناطق السورية التي تشهد مواجهات. وشهدت طرابلس ـ حيث مسقط رئيس الحكومة ميقاتي، تظاهرة منددة بالقمع في سورية. ودعت للتظاهرة "رابطة الطلاب المسلمين" والطلاب السوريين في الجامعة اللبنانية في طرابلس وأطلقوا هتافات مؤيدة للشعب السوري. في حين تجمّع نحو 400 شخص في ساحة النور في انتظار وصول التظاهرة للانضمام إليهم، وسط انتشار لعناصر الجيش اللبناني.