ذكر الدكتور خالد المصلح عبر "التويتر" أنه: "لو اقتحم مسجد في أقصى الدنيا تألمت له القلوب المؤمنة، فكيف لا نتألم لاستباحة مسرى رسولنا من الصهاينة؟!! حسبنا الله ونعم الوكيل"، وأضاف قائلا: "تبقى القدس صدر اهتمامات الأمة ورأس قضاياها.. هي الهم القديم الحديث، السابق الحاضر اللاحق.. غردوا حولها وأحيوا الحديث عنها.. وحيوا أهلها المرابطين". ومن هنا أجد نفسي ملزمة ليس فقط بتغريد عبارات لا تحمل أكثر من 140 حرفا، بل بالكتابة والخطابة والإشارة عنها وحولها ولها ومن أجلها.
فقد قال بعضهم إننا نسينا، وإننا مللنا، وإننا منشغلون بأوضاعنا الداخلية إلى حد أننا سنكتفي بالشجب والتنديد لو مس أحدهم المسجد الأقصى.. هكذا قيل وهكذا ظن ويظن المغيبون عن واقع الحال، كما أن أحد الشباب أكد أنه من الممكن أن ينسى اسمه وعنوانه ولكنه لن ينسى أن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى تعاني من تدنيس الاحتلال الصهيوني. لقد أكد أن هذه القضية قضية دينية قبل أن تكون قضية قومية، ففلسطين تحتضن أولى القبلتين، كما أنها أرض عربية وستبقى كذلك مهما حاول الاحتلال طمس نور الشمس. لقد حمدت المولى سبحانه، فما شاهدته يؤكد أن الضجر لن يقترب لأفئدتهم ولا لأفئدة أبنائهم ولو استمر النضال لعقود أو لأكثر من ذلك، مع تعنت أمثال نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي قال: "القدس هي عاصمة إسرائيل ولن تقسم أبدا"، كما أيد رئيس الدولة العبرية شمعون بيريز المتحمس لمشروع "إسرائيل الكبرى" تصريحات نتنياهو بقوله: "القدس كانت ولا تزال عاصمة دولة إسرائيل"، مشيرا إلى أنه "لم تكن لإسرائيل قط أي عاصمة أخرى وأن القدس لم تكن عاصمة لأي شعب آخر"، وهو القائل: "إن ما فات مات، لا تنظروا إلى الخلف بل انظروا إلى الأمام.. لا داعي للنظر إلى الموضوع من الناحية التاريخية، بل النظرة الجغرافية الواقعية هي العامل الأساسي.. وما دمنا قد فشلنا في إقامة السلام العادل علينا أن نبني السوق الكبير.. نبيع ونشتري لكسب المال"، كما قال: "تريد إسرائيل عقد مفاوضات متعددة الأطراف تسعى لعقد صفقات عمل تكون مقدمة لإقامة سوق شرق أوسطية جديدة".
إذًا لا عودة للأراضي المحتلة، ولا عودة للاجئين الفلسطينيين، ولا وجود لدولة فلسطين، وبطبيعة الحال لا للقدس العربية المحررة، فما طرحه لم يخرج عن مصالح تجارية مشتركة تعقد بينه وبين العالم العربي.. يأكل الطرف الصهيوني فيها الأخضر واليابس.. مطامع لا تستطيع الدبلوماسية إخفاءها، فها هو يقول: "لقد أصبح واضحا الآن أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية أضحت المعيار الأساسي للديموقراطية الناجحة في الشرق الأوسط، حيث يوجد 60% من المصادر النفطية العالمية، كما أن الشرق الأوسط يمثل سوقا هائلة محتملة".. سوق محتملة للبضائع الصهيونية على ما أظن! أليس هذا مبتغاه؟... ونفط يصل لهم بأرخص الأثمان.
وإمعانا في التأكيد على أن أطماع الكيان الصهيوني تعدت الأرض الفلسطينية والقدس وهدم المسجد الأقصى لتصل إلى بقية البلدان العربية والإسلامية وثرواتها النفطية وغير النفطية، كان لا بد من الإشارة إلى معلومات قد لا تكون جديدة على بعضكم، فهناك أقوال لرموز صهيونية كانت وما زالت تعد من الأسس الأساسية الراسخة في الفكر الصهيوني، فقد قال "دايفيد بن جوريون"، وهو أول رئيس للكيان الصهيوني عام 1967م يوم احتلالهم للقدس: "لقد استولينا على القدس واستعدناها، وغدا سيكون طريقنا إلى يثرب"! أما "جولدا مائير" التي تقلدت منصب وزيرة الخارجية ورئيس الوزراء في الكيان الصهيوني فقد نظرت باتجاه الجنوب وقالت: "إني أشم رائحة أجدادي بالحجاز، وهي وطننا الذي علينا أن نستعيده". هناك خريطة أطلق عليها روتشيلد "خريطة إسرائيل الكبرى" أرسلها حاخامو القدس إلى "السلطان عبد الحميد"، رحمه الله، يطلبون إقامة دولة يهودية تشمل الأردن وسورية ولبنان وفلسطين والعراق وقسما من مصر وشمال الحجاز والمدينة المنورة ! وعندما نشرت مجلة "التبشير اليهودي" هذه الخريطة قالت: " إن بعض اليهود يعتقدون أن إسرائيل يجب أن ترث شبه الجزيرة العربية كاملة"!. ليس شمال الحجاز فقط، بل كافة الجزيرة العربية!
إما "ثيودرهرتزل" رئيس المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد عام 1897م في "بازل" سويسرا، فقد أكد وبشكل قاطع تطلعات الكيان الصهيوني التوسعية إذ قال: "إن ما يلزمنا ليس الجزيرة العربية الموحدة، وإنما الجزيرة العربية الضعيفة والمقسمة والواقعة تحت سيادتنا، والمحرومة من إمكانية الاتحاد ضدنا".. ولكم إن تتخيلوا حالة هذا الكيان مع إعلان اتحاد الخليج العربي الذي دعا إليه "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله"، حفظه الله، ونال تأييد دول الخليج بحمد الله سبحانه.
وإليكم خطة صهيونية أضحكتني وما زالت تضحكني، فهي على ما فيها من سذاجة إلا أنها جديرة بالتأمل والنظر، لعلنا نفهم كيف يفكر هؤلاء.. حتى لو عد تفكيرهم سطحيا خاليا من أي مضامين يمكن تطبيقها على أرض الواقع، فقد نشرت الصحف الصهيونية في السنوات الماضية خطة لاحتلال منابع النفط في الجزيرة العربية "المملكة العربية السعودية ودول الخليج"، أطلق عليها اسم (إيلادين)، فذكرت الصحف أن وحدات الكوماندوز الإسرائيلية الخاصة تم تدريبها للقيام بهذه العملية لذلك الغرض، والبداية ستكون باحتلال مطار الكويت ومن ثم التوجه للسيطرة على آبار النفط فيها، إما الخطوة الثانية فستكون رفض الانصياع لطلب الولايات المتحدة الأميركية الخروج من الكويت كخطوة مبدئية تمكن أميركا من احتلال المنطقة بحجة نيتها إخراج المحتل الصهيوني.. قد يقول بعضهم إن ما ذكر مجرد أساطير..! وأجيب القائل حتى لو قيل إنها كذلك، ستبقى أسطورة سطرها الفكر الصهيوني، وهو من اعتمدها ونشرها وختم عليها.. ويطيب لي "Retweet "تغريدة الدكتور خالد المصلح: "تبقى القدس صدر اهتمامات الأمة ورأس قضاياها.. هي الهم القديم الحديث السابق الحاضر اللاحق.. غردوا حولها وأحيوا الحديث عنها.. وحيوا أهلها المرابطين". حفظه الله وبارك به.