أنا رجل متواضع بسيط الملبس ليس في محفظتي ثمن بطاقة شحن لجوالي ناهيك عن ثمن وجبة عشاء أشتهيها في بوفيه العم فائز التي تقع على ناصية ذلك الشارع المتهالكة أرصفته بفعل الفساد وانخراق الذمم في الجهات المعنية بالاهتمام بشوارعنا، والدي يقدم مصروفي بعد أن بدأت جيوش الشيب تغزو مفرقي وتهدد عارضي، فلا أستطيع أن أحلم بفتاة جميلة تكون لي زوجة! اختطفت أحلامنا الوعود البراقة .. وامتهنت كرامتنا تعسفات الظروف سنين عجاف رحلت من أعمارنا تركض خلف بريق السراب ونحن خريجي اللغة العربية نقف خلف قضبان البطالة وفشل يتلوه فشل! اليوم لم نعد قادرين على كفكفة دموع طعنات الحرمان في خاصرة الأمل .. اصطدمت أحلامنا بصخرة اليأس وقضينا سنين خلف مقاعد الدراسة نركض نحو المستقبل، خدعنا بالمقولة الخواء "من جد وجد"! كنا نحسب أن المستقبل سيكون ملك أيماننا بما حقنا به وغذيت به أفكارنا "أن الشباب عماد الوطن وهم ثروته الحقيقية".
سيدي المسؤول.. ألم يحرك سكون مضاجعكم نحر مستقبلنا على أعتاب الوزارات كل عام؟ ألم يأن للمسؤولين أن تستيقظ ضمائرهم بعد لحالنا؟! ألم يجد صوتنا صدى في ضمائركم برغم صرختنا المتوهجة؟ ألم يأن لكم أن تستفيق الضمائر من نومها لوأد شبح المجهول نحونا.
نحن لا نطمح لأكثر من وظيفة تعليمية! سنين رحلت من عمري في ضباب الزمن ونحن نرتشف الأحزان في كأس مكسورة الحواف ونترقب الأمل من شرفات أحزاننا .. سئمنا ورب الكعبة لقد سئمنا من الجلوس على رصيف الأماني نبني قلاعا من التفاؤل وتهدمون قلاعا أخرى من الأحلام فقد استغلت حاجتنا وضعف حيلتنا وقلة بصيرتنا تلك المدارس الأهلية التي تنخر في جسد البلد وتستغل أولياء الأمور وتدفع لنا مبلغا زهيدا.