بدأ الجيش السوري نشر قواته اليوم (الخميس 2011-06-16) على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب استمرارا لحملته العسكرية والأمنية في ريف ادلب فيما تتجاهل السلطات السورية الدعوات الدولية التي تطالبها بتحقيقات مستقلة حول قمع المتظاهرين.
يأتي ذلك فيما جدد ناشطون الدعوة إلى التظاهر غدا الجمعة في يوم "جمعة الشيخ صالح العلي" الذي قاد الثورة السورية الأولى.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس اليوم إنه "انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الإرهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب والقريبة من حماة".
وكان مصدر رسمي سوري أكد في السادس من يونيو مقتل 120 عنصرا في صفوف عناصر الشرطة السورية بيد "تنظيمات مسلحة" في مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب.
وتوعد وزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار على إثر ذلك بأن "تتعامل الدولة مع هذه المجموعات بحزم وقوة".
ونفى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الخميس الرواية الرسمية.
وأفاد في بيان أن "جثث هذه المقابر تعود إلى جنود سوريين وعناصر تم قتلهم على أيدي عناصر الأمن السوري في مدينة درعا وغيرها من مناطق الاحتجاجات السورية بعدما رفضوا أوامر إطلاق النار على شعبهم المتظاهر سلميا".
وشدد البيان على سلمية الثورة رغم "محاولات النظام الفاشلة لحرف الثورة السورية عن سلميتها".
ودعا الاتحاد إلى "قيام لجنة شرعية وطبية حقيقية محايدة، يشهد لها المجتمع الدولي بصدقيتها للتحقيق في مقابر جسر الشغور ودرعا وغيرها من المقابر, لتحديد التفاصيل المتعلقة بتلك المقابر وغيرها من المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد المواطنين السوريين".
وعمدت السلطات السورية أمس الأربعاء إلى تنظيم تظاهرة كبيرة مؤيدة للنظام في دمشق حيث احتشد الآلاف المتظاهرين حول "أكبر علم سوري" وضع على الأرض ويبلغ طوله 2300 متر.
كما نظمت السلطات رحلة صحافية إلى مدينة جسر الشغور التي هجرها سكانها البالغ عددهم 50 ألفا واستعادها الجيش الأحد بعد هجوم شنه قبل 3 أيام لمشاهدة "مقبرة جماعية ثانية".
من جهة أخرى, أدانت الولايات المتحدة اليوم الخميس "اللجوء الفاضح إلى العنف" من جانب السلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، مطالبة بوضع حد فوري له.
كما بدأ الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس التحضير لتشديد عقوباته على سورية التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الأسد وأشخاص جدد من محيطه، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ويرى محللون أن دور شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد أركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، إضافة إلى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت بع قواته في قمع التظاهرات.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر الأسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة "غير إنسانية".
وأعلنت موسكو وبكين معارضتهما لأي تدخل أجنبي في الاضطرابات الجارية في الدول العربية، بينما يسعى الغربيون للحصول على دعم البلدين لتشديد الضغوط على سوريا، في بيان صدر الخميس خلال زيارة للرئيس الصيني هو جينتاو لروسيا.
وأسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالي 10 آلاف آخرين منذ منتصف مارس، حسب منظمات غير حكومية والأمم المتحدة.
كما أدت إلى فرار أكثر من 8500 سوري إلى تركيا و5 آلاف آخرين إلى لبنان .
وقد أعلن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو اليوم الخميس أن بلاده قررت تقديم مساعدة إنسانية لآلاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية.