هكذا اختزل الشاعر الجميل عبدالله الشريف، في بيت من قصيدة وطنية، حال الرجل السعودي، والذي أتى شطره الآخر: "ما انحنى راس السعودي ولا طاح العقال".

كانت قصيدته التي شدا بها الفنان محمد عبده في أوبريت "رواية" مترعة بالوطنية المحفزة، الداعية للفخر والثقة بالنفس/ الوطن.

نعم، هي مجرد قصيدة، لا تلغي حالة عدم الرضا عن الواقع، ولا تحقق الآمال المعلقة؛ إلا أننا بحاجة أيضاً إلى من يذكرنا بجمالياتنا، بمزايانا، لكي نستطيع العبور إلى المستقبل بثقة واعتزاز.

مللنا ممارسة جلد الذات، واكتفينا من سياط الانتقاد، وشوهتنا، بما يكفي، كثرة الحديث عن سلبياتنا في كل محفل ورقي أو فضائي.. حتى أصبحنا مجتمعاً مشوهاً بعيوننا قبل عيون الآخرين، وكأننا خلقنا بلا فضائل.

لن أسوق التهم لأحد، ولكن لا أقتنع أبداً في حسن نية شخص امتهن الحديث عن سلبيات مجتمعنا، ولم يتوقف قلمه أو صوته عن مواصلة الهجوم، معتبراً أن انتماءه للوطن يعطيه الحق في الحديث عنه بهذا الشكل، أو تصويره وفق تلك الصورة.

عشرات المقالات والمسلسلات تواصل انتهاك المجتمع السعودي، وتصفه وتصوره بأبشع الأوصاف وأقذع الصور، حتى أصبحنا، بالفعل، نشعر بالحنق من أنفسنا.

ولأن هذا التطاول لا يمس شخصية محددة، فهو يمر مرور الكرام دون أن يجد من يوقفه، أو يحاسب من يقف خلفه، فالمسألة هنا لا تتحدث عن وزير أو مسؤول، ولذلك لن تجد من يقف أمام وزارة الإعلام مطالباً بمحاكمة ذاك الكاتب أو تلك القناة.

من المعروف أن وسائل الإعلام لها دور مهم في تشكيل السلوك والأفكار والثقافات، وحين يصطدم ما تبثه تلك الوسائل مع ما يتلقاه الفرد في محيط العائلة أو المدرسة يحدث الخلل.. وهو ما نعاني منه فعلياً، فما نلقنه لأبنائنا في منازلنا ومدارسنا وجامعاتنا عن الاعتزاز بأنفسهم ووطنهم، يجدون نقيضه في الصحف والشاشات.

أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام، التي تسارع في إصدار الأحكام على أي شخص ينتقص بقلمه أو شاشته وزيراً أو مسؤولا، أن تسارع أيضاً في محاكمة كل من يهاجم هذا المجتمع، وحتى ذلك الحين أدعوكم لجرعة إيجابية: http://www.youtube.com/watch?v=WlLNGRzocOk