كانت قرارات الأربعاء التي اتخذها اتحاد القدم موضوعية ومفيدة، وصبت من حيث الرؤية الإجمالية في صالح تطوير الكرة السعودية، أو على الأقل بث روح جديدة فيها، وعلى الأخص فيما يتعلق برابطة دوري المحترفين التي منحت الأندية صوتاً فاعلاً أكثر من ذي قبل.
لكن، ولا أدري لماذا يجب أن تكون هناك دوماً هذه الـ"لكن"، بقي اللاعب قيد النسيان، واستمر بعيداً عن الحضور سواء في القرار أو الحقوق أو الامتداد.
كانت قرارات الأربعاء بحاجة لأن تكتمل بالتفكير في إنشاء رابطة للاعبين المحترفين، تُعنى بشؤونهم، وتدعم مطالبهم، وتحرص على حقوقهم، وتجعل من صوتهم مسموعاً من الجميع، خصوصاً حينما يصبح صوتاً جماعياً، وليس مجرد تغريد فردي يبقى في الغالب بلا أثر ولا طائل.
يقدم لاعبو كرة القدم المتعة والفرجة لجمهور المشاهدين، وهم أهم عناصر الجذب فيها، وأهم مصادر استقطاب المعلن والمشجع والمتابع، لكنهم وللأسف لا زالوا في ذيل قائمة الاهتمام، ولا زال صوتهم غائباً، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن القول بأن أنديتهم كفيلة بالحفاظ على حقوقهم، إذ غالباً ما تؤكد الوقائع العملية التعارض بين مصلحة الأندية ومصلحة اللاعبين، ولعل تأخر الرواتب أبرز وأبسط صور هذا التعارض.
رابطة اللاعبين باتت ضرورة، ودونها، لا يمكن القول بأن كرتنا تستوفي صورتها التنظيمية الأجمل والأفضل.