لا أحد يعلم أو يجزم بميزانية أي من أندية زين, ولا أحد يعلم أو يجزم بماهية إيراداتها أو كم مصروفاتها, ولا أذكر أن نادياً فعل نظام المخالصة المالية وبراءة الذمة (على وجهها الفعلي) عند تسليم ولاية مجلس الإدارة إلى مجلس آخر, وهي ميزة تتفرد بها أنديتنا ومؤسساتنا الرياضية فقط دوناً عن كل جهة عامة أو خاصة.
ما قادني للحديث هو ما طرحه الزميل سليمان المطيويع عبر تويتر من أن الرئيس العام لرعاية الشباب فاجأه بميزانية اتحاد القدم التي لا تتجاوز الـ18 مليون ريال، فحاولت مقارنتها بما يصرف في أنديتنا فوجدت أنه من المستحيل أن تعلم كم صرف ناد (أي ناد) لا من أولئك الذين يتقاضون الملايين من عقود الرعاية أو المدعومين من أعضاء شرف ورجالات مناطق، ولا من غيرهم.
وما يثير الغرابة فعلاً حول حقيقة معاناة أنديتنا من شح الموارد, هو أنك تفاجأ من ناد يئن عجزاً ويصارع شكاوى عدم سداد الحقوق للاعبيه المحترفين ويدخل دوامة التقاضي في أروقة الاتحاد الدولي، بينما في يوم وليلة يستغل أنصاف التوقفات ليطير ببعثة قوامها 40 فرداً على الأقل لإقامة معسكر فاخر في أحد الدول الخليجية المجاورة!! ناسيا أو متناسياً خلفه مئات العاملين وأصحاب الحقوق يشكون حسرة هضم حقوقهم ومرتباتهم لأشهر وأحيانا سنوات!
أظنه بات لزاماً على رعاية الشباب الاستعانة بجهات مسؤولة لا تقل عن هيئة الرقابة والتحقيق لتقليب أوراق أنديتنا (الحكومية) ومقاضاة المتسببين في تسرب أموال تقدر بالملايين, أو على الأقل إثبات إيراداتها من رجال الأعمال ورجالات المناطق المختلفة التي أيضاً تقدر بالملايين، وقيد مصروفاتها بدلاً من طريقة (بالصخب أتينا وبالصمت سنرحل) التي تمارسها بعض مجالس الإدارات.