تظاهر الآلاف من مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس في الوقت الذي يتعرض فيه نظامه لضغوط دولية متزايدة لكفه عن قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية. وأظهر التلفزيون السوري آلاف المتظاهرين يسيرون رافعين "أكبر علم سوري" بطول 2300 متر وعرض 18 مترا، في حي المزة السكني الراقي غربي العاصمة. وتأتي هذه المظاهرة الداعمة للنظام في الوقت الذي يتصاعد التنديد الدولي بسبب الحملة المستمرة منذ ثلاثة أشهر على المتظاهرين ضد نظام الأسد، ومع تصاعد حصيلة القتلى ودفع الجيش السوري لدباباته باتجاه الشمال الشرقي المضطرب قرب الحدود مع العراق.
من جهة أخرى، أعلن مصدر حكومي تركي أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان استقبل مبعوثا للرئيس السوري بشار الأسد بعدما حث أردوجان دمشق على "اعتماد إصلاحات ووقف القمع فورا". وأجرى الأسد اتصالا هاتفيا مع أردوجان هنأه بانتصار حزبه في الانتخابات البرلمانية في تركيا, كما تناول الاتصال مناقشة موضوع اللاجئين السوريين على الأراضي الحدودية داخل تركيا. ولدى وصوله أنقرة أمس أكد حسن تركماني أنه سيبحث العلاقات الودية بين البلدين مع المسؤولين الأتراك. وقال "تركيا دولة صديقة. سألتقي رئيس الوزراء وسنتحدث عن علاقات الصداقة بين تركيا وسوريا". وأضاف أن اللاجئين السوريين سيعودون قريبا "مواطنون هنا في تركيا مؤقتا لفترة وجيزة. سيعودون قريبا. أعددنا كل شيء لهم وبدأوا في العودة".
وفي غضون ذلك صرح نشطاء حقوق الإنسان السوريون بأن قوات الأمن تواصل إرسال تعزيزات إلى القرى والبلدات القريبة من بلدة جسر الشغور بمحافظة ادلب، ما يجبر السكان على النزوح واللجوء إلى تركيا. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتأتي من مدينتي حلب وحماة". وقال شهود عيان إن قوات الأمن تحول دون مغادرة السكان محافظة ادلب، وأضافوا أنهم يطلقون النار على من يحاول تفادي نقاط التفتيش العسكرية. وقد وصف المحتجون العملية التي يجريها الجيش السوري في مناطق الجبال الشمالية بأنها حملة "الأرض المحروقة". ومن جهته أعلن التلفزيون السوري عن العثور على "مقبرة جماعية جديدة" في جسر الشغور. وأوضح أن المقبرة الجماعية تحوي جثث عناصر أمن قتلوا بيد "جماعات إرهابية مسلحة".
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 1100 شخص قتلوا في سورية خلال الاضطرابات. وجاء في تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي نشر أمس في جنيف، أنه تم اعتقال نحو 10 آلاف شخص بشكل تعسفي في سورية منذ منتصف مارس الماضي.