تشهد المنطقة اليوم سباقا محموما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتسويق المبادرات حول استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث يصل القائم بأعمال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل والمسؤولة عن السياسـة الخارجـية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إلى المنطقة، للقاء المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين.
رجح مسؤولون فلسطينيون لـ"الوطن" أن يكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق حول الحكومة الفلسطينية في الاجتماع المقرر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة المصرية الثلاثاء المقبل.
وبانتظار انعقاد هذا الاجتماع، بقي مصير رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في مهب الريح بعد إصرار حماس على رفض توليه منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة، ما أبقى الفرصة متاحة أمام رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى لتولي هذا المنصب، فيما ترددت أسماء أخرى مثل رجل الأعمال المقدسي مازن سنقرط.
وأشار المسؤولون إلى أنه بالاتفاق على اسم رئيس الوزراء فإنه سيكون من السهل التوصل إلى اتفاق بشأن باقي أعضاء الحكومة وأن كانت حقائب المالية والخارجية والداخلية هي الأصعب من بين الحقائب.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية خلال تفقده قاعات امتحانات الثانوية العامة بغزة "إننا أمام مرحلة جديدة ونأمل أن تصل سفينة المصالحة إلى بر الأمان، ونبدأ بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه"، موضحا أنه ستكون هناك جلسات حوار جديدة لتضع اللمسات اللازمة لإتمام الاتفاق على الحكومة التي لا بد أن تعكس الواقع الفلسطيني.
وفيما تبدأ وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في إطار جهود استئناف عملية السلام، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي التقى وزير الخارجية المصري نبيل العربي في القاهرة أمس: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي اليوم القائم بأعمال المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل؛ لبحث سبل استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وفي إطار ممارساته العدوانية، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من تدريباته واستعداداته تحسبا لتوجه قافلة سفن جديدة إلى قطاع غزة في أواخر الشهر الحالي. وقالت مصادر إسرائيلية "الجيش مصمم على عدم السماح بخرق الطوق البحري المفروض على القطاع".
وشرعت اللجان الإسرائيلية بالمصادقة على عدد من المخططات الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة في القدس الشرقية، ومنها توسعة عدد من المستوطنات الواقعة داخل حدود القدس الشرقية، بما يسمح ببناء ما يقرب من 4400 وحدة استيطانية جديدة في المدينة.
وفي خطوة استيطانية أخرى اجتمعت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية أمس لمناقشة مخطط توسعي آخر لبناء 180 وحدة استيطانية على أراضي بلدة أم ليسون وصور باهر، كما قررت السلطات الإسرائيلية المضي قدما في مشاريع متعددة من بينها مشروع بناء 940 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة (هار حوماه) على أراضي جبل أبوغنيم بالإضافة إلى 942 وحدة في مستوطنة (غيلو) وكلتاهما تقعان جنوب القدس بالإضافة إلى المخطط الرامي إلى بناء 1500 وحدة جديدة على أراضي الجمعية التعاونية (رامات راحيل) و290 دونما من الأراضي الحرام بالقرب من الجمعية التعاونية، فضلا عن مناقشة مخططات توسعية لبناء 625 وحدة جديدة في مستوطنة (بيسغات زئيف) شمال القدس، ولكن المخطط الأبرز الذي تم نقاشه من قبل اللجنة الفرعية هو المخطط التوسعي لإضافة 1600 وحدة استيطانية جديدة على مستوطنة (ريختس شعفاط) أو (راموت شلومو) الذي كان السبب وراء توتر العلاقات الإسرائيلية الأميركية العام الماضي عقب الإعلان عن هذا المشروع تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي.