أسقط الاتحاد مضيفه الهلال بالضربة القاضية أمس وهزمه (3/صفر) في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وقطع خطوة واسعة نحو بلوغ النهائي في إطار سعيه للاحتفاظ بلقبه بطلاً للمسابقة.

وافتتح الجزائري عبدالملك زياية أهداف المباراة التي استضافها استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض في الدقيقة الخامسة، قبل أن يضيف قائد الفريق محمد نور الهدف الثاني من ركلة جزاء احتسبها حكم المباراة الإسباني كارلوس جوميز في الدقيقة 83 واثارت كثيراً من الشكوك حول صحتها، ويختتم البرتغالي باولو جورج بهدف ثالث في الدقيقة الـ84.

وبدا أن الهلال لم ينسجم مع تقديم موعد المباراة نحو الساعة ونصف الساعة عن مواعيد المباريات الأخيرة للمسابقة ومن قبلها دوري زين، مراعاة لخسوف القمر، فعاش كسوفاً غريباً ألحق به الخسارة الأقسى هذا الموسم، وأحرج موقفه تماماً خصوصاً أن المباراة شهدت خروج محترفه السويدي كريستيان ويلهامسون مطروداً ببطاقة حمراء ستغيبه عن لقاء العودة، وذلك بعدما مارس مع عدد من زملائه هواية ترك الكرة واللعب على أقدام الاتحاديين.

وجاء طرد ويلهامسون في الدقيقة الـ86 بعد مخاشنته مشعل السعيد نتيجة منطقية لانهيار الهلال الفني والمعنوي.

وبنفس طريقة دور الـ16 لدوري أبطال آسيا، مارس الاتحاد الكروي دور بالسعي الجاد إلى اقتناص هدف مبكر يريح أعصاب لاعبيه ويزيد الضغط على الهلاليين، خصوصاً مع أهمية الهدف المسجل خارج العرين، وقد حقق مبتغاه بهدف حمل توقيع الجزائري زيايه عند الدقيقة الـ5 بعد استثماره عرضية البرتغالي باولو جورج الذي مرر كرة بالمقاس، تابعها زياية مباشرة مستثمراً ثغرة في العمق الدفاعي بين ماجد المرشدي وسلمان الخالدي لتنفجر في الشباك فيما اكتفى الحارس حسن العتيبي المتوج قبل يوم واحد أفضل حارس ولاعب في الموسم بمتابعتها دون لوم عليه.

وجاءت مجمل دقائق الشوط الأول في أغلبها اتحادية، حيث عزز التقدم من ثقة الاتحاديين وقوتهم التي اعتمدت بداية على كفاءة لاعبي خط الوسط بقيادة محمد نور وسعود كريري وأحمد حديد وسلطان النمري وباولو جورج الذي شكل ظهيراً وهمياً في الجهة اليمنى، وسط فشل مقاومة وسط الهلال المكون من محمد الشلهوب وعبداللطيف الغنام والرماني ميريل رادوي وعبدالعزيز الدوسري الذي فشل في إيجاد معبر للمرمى الاتحادي، بعد أن اعتمد مدرب الهلال على عيسى المحياني وحيداً في الهجوم, ما عقّد مهمة الفريق الهجومية في مواجهة خط ظهر اتحادي ارتكز على حمد المنتشري وأسامة المولد.

وساهم طريقة التمرير الهلالية في تعقيد مهمة المحياني، حيث كنت الكرات ترسل له ساقطة فيما كان المنتشري والمولد يتلقفانها مثل كماشتين محكمتين.

ولم يكن حضور الهلال مؤثراً في الشوط الأول، وانصاع لمنهجية الاتحاد الذي ضغط على حامل الكرة، وحرص على محاصرة لاعبي الهلال في مناطقهم ومضاعفة متاعبهم في الجهة اليمنى التي برز فيها باولو جورج ومحمد نور الذي أثقل كاهل المرشدي في مراقبته في النصف الأول من الحصة الأولى تحديداً.

وجاء حضور الهلال هامشياً، وعلى استحياء بعد مرور 21 دقيقة بتسديدة الكوري لي يونج بيو, بعد أن ظل حارس الاتحاد مبروك زايد مرتاحاً، بل شبه مسترخي لافتقاد الهلال للكثافة الهجومية، فيما كان الاتحاد يهدد مراراً، وانت أكثر كراته خطورة تسديدة قوية من زياية كان لها العتيبي في المرصاد.

مع انطلاقة الشوط الثاني، تخلى مدرب الهلال كالديرون عن اللعب بمحور ارتكاز ثان، وسحب المدافع سلمان الخالدي وأعاد المحور الثاني الغنام لعمق الدفاع بعد أن زج بويلهامسون الذي بقي على مقاعد البدلاء لوصوله المتأخر من بلاده, وحرص ويلهامسون على فتح الجانب الأيمن لفريقه وتمرير الكرات، وتنفس الهلال قليلاً، قبل أن يحاول الاتحاد أن يكتمه بكرة ثابتة نفذها أسامة المولد في الدقيقة الـ62 مرت بجوار القائم الأول لمرمى العتيبي.

وزج كالديرون في الدقيقة الـ66 بمهاجمه المصري أحمد علي بديلاً عن المحياني, لكن مدرب الاتحاد ديمتري دفع مباشرة بالمدافع رضا تكر بديلاً عن سلطان النمري لتنشيط منطقة العمق الاتحادية، كما دفع بباولو جورج لمساندة السعيد لإغلاق المساحات أمام ويلهامسون.

وتباطىء أحمد علي في كرة متاحة أمام مرمى زايد مفوتاً فرصة هدف قد تقلب موازين المباراة فيما لو سجلت، فيما كان الاتحاد يدفع بنايف هزازي على حساب زيايه، ليبدأ الهلال بالظهور نسبياً بتكثيف حالته الهجومية، ووصل مراراً للمناطق الاتحادية التي شهدت عدة ضربات زاوية من الجهتين أحبطتها الرؤوس والأقدام الاتحادية باقتدار.

وعزز قائد الاتحاد نور تقدم فريقه بهدف ثان في الدقيقة الـ83 بضربة جزاء بعد كرة لامست يد الكوري يونج، وسقط الهلال بالضربة القاضية بهدف ثالث بواسطة (نجم اللقاء) باولو جورج في الدقيقة الـ84 بعد أن فشل الغنام في استخلاص كرة بشكل مثالي فخطفها جورج وسددها في الزاوية الضيقة البعيدة عن متناول العتيبي لتعلن انهيار السور الهلالي بشكل مخيف.