أعلنت السلطات السورية اليوم (الأربعاء 2011-06-15) اكتشاف مقبرة جماعية جديدة تضم جثثا لعناصر من قوى الأمن والشرطة في بلدة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سورية.

وأوضحت السلطات أن "مجموعات إرهابية مسلحة بجسر الشغور" هي من قتلهم.

وكانت السلطات قد أعلنت قبل أيام اكتشاف مقبرة مشابهة إلا أن نشطاء سوريين قالوا إن القتلى كانوا معتقلين لدى قوات الأمن وهي من قتلهم.

كما أن السلطات كانت قد أعلنت مقتل 120 شخصا في المنطقة قبل ذلك، وأوضح النشطاء حينها أنهم قتلوا على يد زملاء لهم بعد رفضهم الامتثال لأوامر إطلاق النار على المدنيين.

يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من دعوة الحكومة السورية مواطني جسر الشغور وإدلب عموما الذين فروا منها إلى العودة إليها "بعد أن تمت استعادة الأمن".

ووفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا) فقد وجهت الحكومة نداء إلى المواطنين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم نتيجة ترويع التنظيمات الإرهابية لهم قبل دخول الجيش وذلك بالعودة إلى جسر الشغور والقرى المحيطة بها بعد أن تمت استعادة الأمن والطمأنينة فيها".

وكلفت الحكومة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالاتصال مع الهلال الأحمر التركي للتعاون من أجل تسهيل عودة المواطنين السوريين إلى منازلهم وقيام الهلال الأحمر العربي السوري بتأمين الاحتياجات اللازمة لنقلهم وإعادتهم إلى قراهم.

يأتي هذا بينما أكد متحدث باسم المعارضة السورية على الحدود السورية التركية أن الجيش السوري يشن حاليا حملات في العديد من قرى محافظة إدلب، وذلك عقب اقتحامه بلدتي جسر الشغور ومعرة النعمان.

وقال المتحدث في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم إن جزءا صغيرا من سكان جسر الشغور البالغ عددهم نحو 45 ألف نسمة تمكنوا من الفرار إلى تركيا، بينما فر معظم سكان المدينة، التي هاجمها الجيش خلال الأيام الماضية بالأسلحة الثقيلة، إلى القرى المحيطة.

وذكر المتحدث أنه من المتوقع أن تشهد تركيا تدفقا جديدا للاجئين لأن الذين فروا من مدينة جسر الشغور إلى القرى المجاورة لم يعودوا يشعرون بالأمان بسبب الحملات التي يشنها الجيش هناك.

وأضاف المتحدث أن نحو 700 سوري عبروا خلال يوم أمس الحدود إلى تركيا، ليرتفع عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا إلى نحو 9 آلاف لاجئ.

ومن ناحية أخرى ذكر لاجئون من معرة النعمان لمساعدي الإغاثة على الحدود أن الكثير من الجنود السوريين انشقوا عن الجيش بعدما بدأ الجيش قبل نحو يومين الدخول إلى مدينتهم.

وبدأت قوات الأمن قبل أيام عملية في جسر الشغور قالت إن الهدف منها هو استعادة الأمن" بعد مقتل 120 عنصرا بجهاز الأمن على أيدي "تنظيمات مسلحة" الأسبوع الماضي.

ونقلت الوكالة السورية عن عدد من جرحى الجيش والقوى الأمنية الذين يتلقون العلاج في المشفى العسكري بحلب القول إن عناصر تنظيمات إرهابية مسلحة في جسر الشغور واجهتهم بأحدث صنوف الأسلحة والقناصات وكانوا يغررون بالأطفال دون سن الخامسة عشرة ويضعونهم في مقدمة صفوفهم كنوع من الدروع البشرية لتأكدهم بأن عناصر الجيش لا يمكن أن تطلق النار على

مثل هؤلاء الأطفال في حين كان المسلحون يطلقون النار على الجيش من مواقعهم الخلفية.

وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 1300 شخص قتلوا واعتقل أكثر من 10 آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات التي تدعو للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس الماضي.