سيكون ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض مسرحاً ابتداء من الـ7.25 من مساء اليوم لجولة صراع جديدة بين القطبين الهلال والاتحاد في موعد كروي يسبق خسوف (قمر) الليلة بساعتين، تدور رحاه لحساب ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال.

وتأتي القمة التي ينتظر أن تكون على ذات منوال مواجهات الكلاسيكو الساخنة التي تجمع الفريقين على وقع جراح لم تندمل أثخنت سجل الهلال الذي أقصي على يد نده اللدود قبل أيام فقط في جدة (1 /3) في دور الـ16 لدوري الأبطال الآسيوي، ما أوصل سنواته الآسيوية العجاف إلى تسع سنوات بقي اللقب الآسيوي خلالها حلماً بعيد المنال عن الهلاليين.

وإضافة لتعويض الخروج الآسيوي، يتطلع الهلال لاستثمار المناسبة، ساعياً للوصول إلى لقبه المحلي الثالث هذا الموسم، والـ53 عبر تاريخه، وهذا يفرض عليه العمل على لملمة أوراقه الفنية والدفع بالجاهز منها، بعدما تكالبت عليه الإصابات والغيابات من كل حدب وصوب، بادئة بقائده ياسر القحطاني المصاب في العضلة الضامة، وزميله المدافع أسامة هوساوي الذي ما زالت الشكوك تحوم حول مشاركته, مع تواتر أنباء عن إبعاد المحترف السويدي كريستان ويلهامسون عن القائمة الأساسية لوصوله متأخراً من بلاده حيث جاور زوجته في انتظار مولودته الأولى عقب فراغه من مشاركة منتخب بلاده في لقائه ضد فنلندا ضمن التصفيات الأوروبية.

وينضم لهذه الكوكبة من الغائبين أو المشكوك في مشاركتهم لاعب الوسط خالد عزيز الذي تخلف عن التدريبات بشكل لافت للأنظار هذه المرة, ناهيك عن غياب لاعبي الفريق الأولمبي الذين يتقدمهم نواف العابد, وتوالي الغيابات القسرية الأخرى التي وصلت في مجملها إلى 16 لاعباً، ما يهدد الهلال بدخول المواجهة وهو غير مكتمل النصاب في قائمة البدلاء، في مشهد لم يعتده الفريق منذ 15 عاماً.

وهذا الموقف الكروي الحرج قد يدفع مدرب الهلال، الأرجنتيني جابرييل كالديرون لإعادة حسابات الاستراتيجية التي سينتهجها اليوم، والتي تلعب فيها لغة الأهداف المسجلة لصالح الفريق الزائر دوراً كبيراً مع اعتماد قاعدة الهدف خارج الأرض بهدفين، لذا فإنه يريد إدارة المواجهة بطريقة مختلفة، أمام توقع بحث الاتحاد عن التسجيل عبر الهجوم الضاغط السريع والمرتد الذي يركز عليه مدرب الاتحاد، البلجيكي ديمتري الذي يمتلك أوراقاً رابحة قادرة على تنفيذ مخططه الكروي من حيث السرعة والقوة الأدائية.

وسيحاول الهلال توزيع نشاط لاعبيه البدني في ظل النقص العددي واختلاف القدرات الفنية على مقاعد البدلاء، وسيكون حاضراً بحسن العتيبي في الحراسة وماجد المرشدي وعبداللطيف الغنام ( إذا لم يكتمل شفاء أسامة هوساوي) وعبدالله الزوري والكوري لي يونج بيو في الدفاع, وميريل رادوي ومحمد الشلهوب وأحمد الفريدي وعبدالعزيز الدوسري في الوسط، والمصري أحمد علي وعيسى المحياني في الهجوم.

وسيحاول الهلال ضبط قوة وسط الاتحاد وقطع الإمدادات التي يرسمها الثالوث الاتحادي محمد نور ومناف أبو شقير ونونو أسيس, إلى جانب بقاء سعود كريري مفسداً للهجمات الهلالية, ومحاولة تضييق الخناق ومنع وصول الكرات للمهاجم عبدالملك زيايه الذي يعرف المرمى جيداً.

في المقابل سيبقى الاتحاد محافظاً على خماسيه الدفاعي بوجود حمد المنتشري وأسامة المولد وراشد الرهيب وصالح الصقري ومشعل السعيد, ويبقى الحارس مبروك زايد مصدر أمان لزملائه بحضوره ويقظته.

وسيمارس الاتحاد الذي يريد أن يؤكد تفوقه السابق عنفوانه الكروي والمضي لكسب أول ألقابه هذا الموسم بالضغط على أطراف الهلال بالرهيب والصقري والمحاولة الدائمة لوأد القوة الهلالية في الأطراف ومنع وصول الكرات التي تمر بهجمات عكسية على رأس القوس، بعد أن يبتعد الهلال عن الكرات الهوائية التي لن تجدي مع الترسانة الدفاعية الاتحادية التي تمتاز بألعاب الهواء كثيراً.

يذكر أن الفريقين مرا في ربع النهائي عبر بوابتي الفيصلي بالنسبة للهلال الذي كسب مواجهة الذهاب بالرياض 2 /1 والإياب في المجمعة 3/صفر، فيما جاء وصول الاتحاد بتعادلين أمام النصر 3/ 3 ذهاباً في الرياض,و1/1 إياباً في جدة.