فرضت إدارة الهلال خطوطاً حمراء حول معسكر فريقها الكروي الأول استعداداً لمباراة اليوم أمام الاتحاد، وذلك تجنباً لما قد يعكر صفو المعسكر.

ولم يكن هذا الإجراء دون سابق، فقد حرم اللاعبون من الإدلاء بتصريحات قبل بعض المواجهات المهمة, أو تلك التي يدخلها الفريق ناقصاً عددياً مثل لقاء اليوم الذي سيغيب عنه 16 لاعباً، مما سيجبر الجهاز الفني على الدفع بالبدلاء، وهو الأمر الذي يندر حدوثه في ناد كالهلال الذي عاش موقفاً مشابهاً قبل ما يقارب الـ15 عاماً، عندما كان يعاني نقصاً شديداً في الحراسة، وحول مهاجمه يوسف جازع آنذاك إلى حارس بديل في مواجهة النجمة التي لم تقم بعد تعرض رئيس النادي الأمير عبدالله بن سعد وقتئذ لحادث انقلاب بسيارته توفي على إثره.

وفي حالات نادرة يجد اللاعب في الهلال أمام خزانة ملابسه في غرف النادي مع التعليمات اليومية وبرنامج اليوم التدريبي أو المخطط الأسبوعي توجيها بالمنع من التصريحات, ومع بيان عقوبة كل مخالفة, وذلك في إطار السياسة الاحترافية والشفافية والوضوح التي تتميز بها إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد.

وكانت أبرز غرامات إطلاق التصاريح الصحفية، هي أن ينال اللاعب عقوبة حسم 20% من مرتبه الشهري, وهو الأمر الذي يحاول لاعبو الهلال تجنبه حتى لا يواجهوا باستهجان خاصة إذا أتت نتيجة الفريق عكسية في مباراة كبيرة مثل مباراة اليوم.

ويرى الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن سوق بيع الكلام سهل التناول, وأن قرارات المنع من التصريح لا تعني توترا بين الهلال والإعلام, بقدر ما ترمي للبحث عن تخزين الطاقات ومن ثم تفجيرها في الملعب, بعد أن يظل اللاعب حبيساً لأماني وطموحات طيلة فترة التحضير للمواجهة الكبيرة، ويبدو الأمير عبدالرحمن بن مساعد متفائلاً اليوم على الرغم من النقص الذي يعانيه الفريق، وهو يرى أن فريقه يمتلك أفضلية حسمها.

وإزاء خيار المنع الهلالي يرى خبير القوة الذاتية وتطوير الذات والقوى النفسية إبراهيم عثمان أهمية إعطاء اللاعبين مساحات حرة للتعبير عما بداخلهم، وأن تجري الأمور بطبيعتها بالنسبة للاعبين وبظروفها استناداً إلى قانون (أنت تصبح ما تقاومه)، وقال "على الأندية أن تعطي اللاعبين فرصة للتصريحات قبل المواجهات الكروية بيومين، فمن خلال أحاديثهم يمكن معرفة ما سيقدمه اللاعبون، وذلك بالنظرة التحليلية للمفردات التي ينطقون بها"، وضرب مثلاً، وقال "لو صرح محترف الفريق الروماني ميريل رادوي وقال المواجهة ستكون صعبة أمام الاتحاد, فإن ذلك يعني أنه منح الاتحاد قوة أكبر"، مدللاً على ذلك بأن المفردة اللفظية تكون محفزة بالكلمة المختصرة، مذكراً بحديث قائد الاتحاد محمد نور قبل مواجهة الفريقين السابقة في دور الـ16 لدوري أبطال آسيا عندما ختم تصريحه بقوله (سنكرمهم)، وهو ما تحقق حيث فاز الاتحاد في المباراة وكان نور نجمها.

وأوضح عثمان أن الجوانب النفسية تسهم بنسبة 80% في مثل هذه المباريات, مشدداً على أهمية مراعاة ثلاث مسائل رئيسة هي القوة النفسية وقوة الهدوء وقوة التركيز.