طالما أن الأندية الـ14 التي تمثل هيئة دوري المحترفين لا تمانع في وقف مسابقة الدوري مهما كان حجم الضرر من إرباك لاستعداداتها وبرامجها الموضوعة، لحاجة المنتخب إلى ذلك، فإن من المنطق، ـ ولا أقول من الواجب ـ على هيئة دوري المحترفين قبل أن تتحول إلى رابطة ولجنة المسابقات، أن تعامل الأندية بالمثل وتتجاوب مع طلباتها التي تبدو منطقية جدا.

لقد أقدمت لجنة المسابقات على تأجيل مباريات الجولة 21 من دوري زين، وكان ذلك بناء على رغبة المدير الفني للمنتخب فرانك ريكارد، مع أنه كان من الممكن أن تقام مباريات هذه الجولة دون إرباك لبرنامج المنتخب الإعدادي لمباراته المفصلية أمام أستراليا.

لكن القرار أتخذ دون أخذ رأي الأندية فيه ـ كما يشير مسؤولو الأندية ـ، وكأنّ دور الأندية في نظر لجنة المسابقات أو هيئة دوري المحترفين، هو الموافقة سواء رضوا بذلك أم لم يرضوا، وعليهم أن ينفذوا القرارات التي تصلهم.

والحقيقة أن الأندية، وكلّ ما تملك، هي في خدمة المنتخب، ولا أظن أن ناديا سيرفض طلبا بتأجيل مباراة أو أكثر، إذا كان ذلك في صالح المنتخب، غير أن من اللائق أن يطرح أمر كهذا للنقاش، حيث يعطي مثل هذا الإجراء الأندية فرصة عرض الأمر على المدير الفني لكل فريق.

وأعتقد أن مثل هذا الإجراء هو أبسط حقوق الأندية على اتحاد الكرة ولجانه المختلفة، ولا سيما الأندية الكبيرة منها التي تضم قائمة المنتخب أبرز لاعبيها، وأي ناد من الأندية الستة سيفتقد إلى خمسة لاعبين أو ستة من عناصره الأساسية.

ذلك يعطي هذه الأندية الحق في تشديد طلبها، إن هي طالبت بتأجيل مباريات الجولة المؤجلة أصلا، خصوصا وأن عودة المنتخب ستكون في 1 مارس، والموعد الذي وضعته لجنة المنتخبات هو "2 و3 و4" مارس.

وبالنظر إلى موعد وصول المنتخب، وموعد إقامة مباريات الجولة المقبلة، يكون من غير المعقول أن تقام مباريات هذه الجولة في الموعد الذي حددته لجنة المسابقات، لأن من حق الأندية أن تستفيد من مشاركة لاعبيها الدوليين.

لكن هل يمكن لهذه الأندية التي دخلت أربعة منها مراحل الحسم واشتدت المنافسة بينها على بطولة الدوري، أن تستفيد من وجود هؤلاء اللاعبين وهم يصلون في وقت ضيق وبعد رحلة طيران تتجاوز 21 ساعة متواصلة؟.

ثم هل نسيت لجنة المسابقات أن أندية الأهلي والهلال والاتحاد والاتفاق ستستهل مبارياتها الآسيوية في 6 و7 مارس المقبل؟.

إذن، طلبات الأندية منطقية، وعلى لجنة المسابقات أن تنظر لهذه المطالب بعين المصلحة التي أجلت بها مباريات الجولة في السابق، لأن حاجة المنتخب والأندية تصب في خانة المساندة الوطنية وهذا اختبار حقيقي للجنة المسابقات، فهل تنجح فيه؟.

من الآخر:

- تأكيد رئيس لجنة الحكام في الاجتماع الشهري على عدم صحة ركلة الجزاء التي احتسبها حكم مباراة الأهلي والفتح ضد الأهلي، وتأثيرها على نتيجة المباراة، تأكيد آخر على أن الأهلي أكبر المتضررين من التحكيم، فهل وضحت الصورة؟

- بدأ الإسباني راؤول كانيدا مدرب الاتحاد الجديد أحاديثه الصحفية بالتأكيد على أنه يعرف فريقه الجديد، ولدية خلفية كاملة عنه، وهذا في اعتقادي سيساعد على حل مشكلة الاتحاد التي عجز عن حلها السلوفيني المقال كيك!

- أمر عجيب جدا في عالم كرة القدم، ففي دورينا قد لا يكمل المدرب أسبوعين حتى تتم إقالته بسبب تردي النتائج، وفي الدوري الإنجليزي مازال الفرنسي آرسن فينجر مدربا للآرسنال للسنة السابعة عشرة، رغم ما ألحقه بالمدفعجية من عار في هذا الموسم!