حجز حزب العدالة والتنمية التركي أربع سنوات جديدة تضاف إلى سنواته الثماني الماضية في قيادة تركيا، بعد تحقيقه فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية الذي نال فيها 49.91% من أصوات المقترعين، حاصدا 326 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ550، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض على نسبة 25.91% من الأصوات، أي 135 مقعدا، وحزب الحركة القومية على 99 .12 %، وفاز بـ 53 مقعدا، فيما حصل المستقلون على نسبة 6 .6 % من الأصوات، وفازوا بـ 36 مقعدا، وغالبية المرشحين المستقلين يمثلون حزب السلام والديموقراطية الكردي، وسيشكلون بعد ذلك مجموعة برلمانية باسمه في البرلمان.
وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في خطاب ألقاه من شرفة المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في أنقرة أمام آلاف من أنصاره أن الفائز في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد هو تركيا، وأن ديموقراطيتها ستصبح نموذجا للعالم. ولفت إردوغان إلى أن هذه النتيجة هي انتصار لتركيا ولجغرافيتها وللسلام والاستقرار في العالم، هي انتصار لأنقرة وإسطنبول وإزمير، مثلما هي انتصار لبيروت ودمشق والقاهرة والقدس ورام الله وجنين والضفة الغربية وغزة والبوسنة والهرسك ونيقوسيا.
وعبر إردوغان عن شكره لجميع أبناء الشعب التركي من صوت لصالح حزب العدالة والتنمية في انتخابات اليوم، التي أظهرت نتائجها الأولية فوزه بنسبة 50 % ، قائلا إننا سنحتضن الجميع، سنحتضن 74 مليون مواطن تركي من صوتوا للعدالة والتنمية ومن صوتوا للأحزاب الأخرى، لأن حزب العدالة والتنمية أصبح هو حزب تركيا.
ودعا إردوغان المعارضة إلى تحقيق التوافق حول مشروع الدستور الجديد للبلاد، قائلا إن" الشعب أعطانا السلطة لتشكيل الحكومة الجديدة، كما أعطانا الفرصة لوضع دستور جديد للبلاد عن طريق التوافق، ولن نغلق أبوابنا في وجه أحد، لأننا يمكننا الحصول على الأغلبية اللازمة لوضع الدستور وطرحه للاستفتاء".
كما تحدث نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجداراوغلو، عن نتائج الانتخابات قائلا إن حزبه خرج أقوى مما كان، وكسب مزيدا من المؤيدين. ورحب الاتحاد الأوروبي بالنتائج التي أفرزتها الانتخابات التركية، وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد كاترين أشتون، أن الشعب التركي عبر بحرية عن إرادته، واختار من يراه مناسبا دون تدخل أو ضغوط، وأن تركيا تعد شريكا سياسيا كبيرا للاتحاد، وعلى إردوغان أن يواصل مسيرة الإصلاح من أجل تحقيق تقارب أكبر مع الاتحاد.