ها أنا أستفتح يومي بصوت المذيعة وهي تهدي "جريح الغرام" الذي يبدو أنه لم ينم منذ البارحة أغنية عن الحب ذي النظرة الأولى، بالظهيرة يحاول أحدهم ترك إحداهن بالحلقة قبل الأخيرة من مسلسل "أشواك العشق" الذي أستطيع أن أخمن ما سيحدث بحلقة ختامه ليوم غد: الكثير من المخدرات والموت أيضاً..

بالمساء تصلني رسالة دعائية على جوالي عن الخطوات الناجعة لأصبح كائناً يتقاطر رومانسيةً، بعدها ألبي دعوة صديق لزواج أخيه الذي لا أعرفه، أتسمر حينها أمام كمية هائلة من القصائد التي تهتم بتفاصيل غابرة، وسيل هائل من المديح لأناس شبعوا موتاً.. يصرخ الشاعر المتحمس بالحضور: "نروح للغزل يالربع"، والترجمة: هل أنتم مستعدون لقصائد أمتدح بها شَعر حبيبتي الطويل، وكيف أن عينيها جميلتان لحدٍ يجعلني أسقط من علٍ، والمزيد من المشاعر المغشوشة، يصرخ الجمهور بـ: "إيه"، يتنهد من بجانبك قاطعاً عليك حبل همومك التي تحاول أن تصل معها لحل وسط، هامساً: "إي والله، تكفى.." يبدأ أخونا ببث رسائل عاطفية يبدو أنها تهمه وحده، يشاركه الجمهور بالتصفيق.. أستيقظ على صوت من بجانبي يطرق كتفي.. بالطريق للبيت لا يبدو أن جريح الغرام قد نام، أغلق إذاعة الـf.m وأنا أمضغ النعاس، حين أستعد للنوم يتصل بي صديقي - الذي تقذفني الأقدار أمام فضفضته كل ليلة - عن التي يحبها ويفكر بالزواج منها لكنه لا يخفي شكه الذي يكاد يفتك به بأنها ربما تحادث غيره كما حادثته للمرة الأولى.. حينها أغفو، وصاحبي لا يزال يثرثر.. بصباح يومي المتكرر، ألتقط جهازي وعلى شاشته يبدو التالي: جريح الغرام يتصل بك، أردّ بصوت نصفه نائم، يبادرني قبل التحية بـ: دعني أكمل لك يا رجل ما غفوت أنت عنه البارحة..!