يرى مسؤولون في شركات السياحية والسفر أن الشركات قد تدخل دوامة الخسائر هذا العام بسبب التراجع الملحوظ للحجوزات على الوجهات العربية، نتيجة الاضطرابات التي يشهدها عدد من الدول العربية. وأشاروا في تصريحات إلى "الوطن" أمس إلى أن حجوزات السفر لسورية سجلت أدنى مستوياتها منذ سنوات لضعف الإقبال من المواطنين الراغبين في السفر للخارج.

وأكدوا أن التراجع أصبح حتميا هذا العام، مبينين أن تأثر السفر إلى سورية ينعكس مباشرة على حركة السياحة للبنان وتركيا.

وقال مسؤول في إحدى شركة سفريات سالم السالم إن المؤشرات تفيد بتراجع حاد في طلبات السفر للدول العربية، مشيراً إلى أن البديل المتوفر هي الوجهات السياحة الداخلية، وتحديدا إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وأبها والطائف.

وأكد السالم أن شركات السفر والسياحة لم تعمد إلى وقف الرحلات حتى اليوم, إلا أن الإقبال يشهد تراجعا بنسبة 90% مقارنة بالوضع الذي كان عليه في الفترة المشابهة من العام الماضي. وأضاف أن الشركات تسعى لمعالجة التراجع في العائدات المالية والخسائر التي قد تصل إلى نسبة 85 ـ 90% من حركة النقل لدى هذه الشركات لوجهة سورية على وجه الخصوص.

وقال إن تراجع الطلب على سورية سيلقي بظلاله على وجهات أخرى مثل لبنان وتركيا لاعتماد المسافرين على التنقل البري من سورية إليها.

وذكر أن الشركات لم تشهد تسجيل طلبات السفر حتى اليوم، لافتا إلى أن الشركات راجعت جداول رحلاتها منذ مطلع يونيو وقلصت عدد الرحلات من 10 رحلات يومياً إلى رحلتين أسبوعيا مع وجود عدد قليل من الركاب لا يتعدون 10 مسافرين للرحلة الواحدة، مما يعني ضعفا في العوائد المادية وارتفاعا في التكاليف التشغيلية.

من جانبه قال المستثمر في قطاع السفر والسياحة عبدالله الحمادي إن حركة الإقبال تشير إلى تراجع كبير في حركة السفر إلى سورية، ما يعني تراجع العائدات لدى شركات السفر والسياحة التي تعتمد على الطريق إلى سورية، أو التي تنفذ رحلات برية إلى كل من لبنان وتركيا، لافتا إلى أن الشركات تعتمد على رغبات المسافرين حيث تبدأ الحجوزات والعروض مع مطلع شهر يونيو.