اقتحم الجيش السوري أمس مدينة جسر الشغور بمحافظة أدلب شمال غرب البلاد، بعد تعرضها لقصف عنيف بالدبابات والمروحيات، وصفه نشطاء بأنه الأعنف منذ بداية الهجوم على البلدة قبل يومين. وقال شاهد عيان إن انشقاقا حدث في صفوف القوات الموجودة في جسر الشغور، وأن فرقا من القوات الموالية للنظام تقصف أخرى انشقت عنها، فيما يقوم النظام بتوزيع أسلحة على عائلات علوية.

وقال ناشط "بدأ الجيش منذ الصباح بقصف المدينة بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب. وسمع دوي انفجارات فيما كانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة"، مؤكدا انتشار حوالي 200 دبابة في المنطقة.

وذكر التلفزيون السوري أن اشتباكات عنيفة تدور في جسر الشغور بين الجيش ومسلحين، وأن الجيش دخل البلدة وطهر المشفى الوطني من التنظيمات المسلحة. وأشار إلى "مقتل اثنين من التنظيمات المسلحة واعتقال أعداد كثيرة منهم وضبط أسلحة رشاشة بحوزتهم". كما أعلن أمس عن العثور على مقبرة جماعية تحوي رفات عناصر من قوات الأمن في جسر الشغور.

يأتي هذا في وقت يواصل فيه أعداد من السوريين الفارين من البلدة تدفقهم إلى تركيا. وعبر أكثر من 400 سوري الحدود التركية مساء أول من أمس، ما يرفع عدد اللاجئين إلى 5051 لاجئا.

وحول تطورات الداخل، أفادت مصادر رسمية أن مجهولين في حمص أصابوا اثنين من رجال الأمن إثر الهجوم على قسم شرطة المحطة بالمدينة.

وفي اللاذقية اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين مسلحين وقوى الأمن في الرمل الفلسطيني وحي السكنتوري، فيما قام بعض قاطني مناطق المدينة بالتكبير والدعوة إلى "الجهاد" عبر شرفات المنازل لتشتيت تركيز القوى الأمنية.

في المقابل، عززت الأسرة الدولية أمس ضغوطها على سورية، وطالبت بريطانيا مجلس الأمن باتخاذ "موقف واضح" منها، بينما عبر الاتحاد الأوروبي وواشنطن عن قلقهما من الوضع الإنساني في البلاد، وطالبا دمشق بالسماح بدخول فرق طبية فورا.

وتشعر كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإيطاليا بالإحباط من معارضة عدد من الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن لصدور قرار يدين سورية.

وتعارض روسيا والصين صدور قرار، كما أعربت كل من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند عن تحفظات شديدة.