قبل أسابيع أعلنت حكومتنا أضخم موازنة في تاريخ البلاد.. وربما هي الأضخم في الشرق الأوسط.. تم خلالها زيادة المخصصات المالية في كل المجالات.. حيث بلغت النفقات العامة 690 مليار ريال.. المصروفات المعتمدة تجاوزت العام السابق بنسبة 19%.. وكل عام أفضل من العام الذي قبله بفضل الله.
التعليم أخذ نصيبه والطرق والصحة والبلديات وصناديق الإقراض العامة وبقية مؤسسات الدولة.. إنفاق لا محدود ومبالغ هائلة تم توزيعها على جميع مرافق البلاد ومناطقها. غير أن علاقة المواطن بالموازنة العامة تنتهي بلحظة إعلانها.. بمعنى: لا يعلم شيئا عن التفاصيل الثانوية التي تختص بمؤسسات الدولة نفسها.
نحن نريد مثلاً من وزير التربية والتعليم أن يخرج ويخبرنا كيف وأين سيتم صرف المبالغ الضخمة التي تم رصدها للتعليم في بلادنا.. كم مدرسة سيتم إنشاؤها.. كم معلما ومعلمة سيتم تعيينهم.. كم دورة تدريبية سيتم عقدها.. كم صالة رياضية مدرسية..؟
نريد من وزير الصحة أيضاً أن يخبرنا: كم مستشفى سيتم توقيع عقده هذه السنة.. كم مركزا صحيا.. كم طبيبا سيتم تأهيله..؟
نريد من وزير النقل أن يخبرنا كم طريقا سيتم إنشاؤها.. وأين مواقعها، وما هي أطوالها؟ وما هي المؤسسات التي ستقوم بإنشائها؟
نريد من وزير الخدمة المدنية أن يخبرنا كم عاطلا سيتم توظيفه وكم موظفا ستتم ترقيته؟
وكذلك الأمر بالنسبة لبقية مؤسسات ووزارات الدولة الأخرى، وصناديق الإقراض وغيرها.
الملك ـ يحفظه الله ـ صادَقَ على مخصصات القطاعات كافة.. بقي دور المسؤولين التنفيذيين في البلد... يخبروننا بما يخصهم.. من حق المواطن أن يعرف أن ستذهب ميزانية بلاده.. الثقة موجودة، وندرك أن مؤسسات الرقابة على المال العام تعمل ليل نهار، لكن بث الاطمئنان في نفوس الناس واجب ومهم ومطلوب.
نريد أن نعرف، ما الذي سيتطور في بلادنا خلال العام الحالي.. لو سافر مواطن ما، وعاد بعد سنة: ما الجديد الذي سيجده أمامه؟ "أخبروه لو سمحتوا"!