أكد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، مطالبة السعودية بحصة أكبر في رأسمال صندوق النقد الدولي، وزيادة أعداد الموظفين السعوديين في قيادات الصندوق في الفترة المقبلة، مبيناً أن المملكة تؤيد اختيار المرشح الأفضل والمؤهل للقيام بمهام رئاسة الصندوق سواء كان رجلاً أو امرأة ، وأن يكون الترشيح مفتوحاً لجميع الدول وليس حكراً على قارة أو جنسية معينة .

وقال العساف في رد على سؤال "الوطن" أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بجدة مع نظيرته الفرنسية كرستين لاجارد: "أكدنا على مطالبة السعودية بزيادة حصتها في رأسمال الصندوق وزيادة أعداد السعوديين في فريق القيادات الإدارية فيه خلال الفترة المقبلة".

وأضاف أن المملكة تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي، ومن حقها زيادة حصتها وأعداد موظفيها ضمن قيادات الصندوق .

وأكد العساف بعد اجتماعه مع لاجارد المرشحة الأوفر حظاً لرئاسة صندوق النقد على شروط السعودية لمنصب مدير عام الصندوق.

وقال "المملكة لديها شرطان أن يقع الاختيار على الأفضل والأكثر كفاءة وتأهيلاً للقيام بمهام رئاسة صندوق النقد، وأن يكون الترشيح مفتوحاً لجميع الدول وليس حكراً على قارة معينة ". وذكر العساف للصحافيين أن لاجارد تتمتع بالكفاءة المطلوبة ومن المعروف أنها وزيرة ناجحة، قبل أن يضيف "إن ذلك لا يقلل من شأن المرشحين الآخرين وينبغي أن نختار الشخص المناسب على رأس صندوق النقد دون الأخذ في الاعتبار جنسيته ولغته أو بلده".

وتابع "متأكدون أن مجلس إدارة الصندوق سيختار الأنسب لمنصب الرئاسة، مشدداً على أن الاختيار يجب أن لا يبقى ضمن جنسيات محددة أو حكراً على الرجل دون المرأة، ولكن يجب أن يتم اختيار الشخص المناسب وفقاً لكفاءته، خصوصاً في الوقت الراهن". وألمح إلى أن هناك مراجعة لتوازن القوى في البنك الدولي، مؤكداً أن رؤية المملكة واضحة ومتوازنه تجاه الاقتصاد العالمي.

وأوضح العساف أنه خلال اجتماعه ووزيرة المالية الفرنسية بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل المؤتمر الصحفي تم التطرق إلى عدة مواضيع، بينها الأوضاع الاقتصادية العالمية وتداعيات الأزمة المالية العالمية، والجهود المبذولة لتجاوزها وماتقوم به مجموعة العشرين بهذا الخصوص.

كما تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، مشيراً إلى أن الحوار تطرق أيضا إلى أعمال صندوق النقد وإدارته في الفترة المقبلة.

من جانبها أبدت الوزيرة الفرنسية سعادتها بلقاء خادم الحرمين الشريفين وقالت "أشعر برضا تام عن نتائج اللقاء الذي تمت فيه مناقشة جوانب كثيرة من التعاون.

وذكرت أن اختيار رئيس لصندوق النقد لا يهم فقط الدول المرشحة ولكن أيضاً 187 عضواً في الصندوق.

وأضافت "ناقشنا الكثير، واتفقنا على أنه ليس المهم فقط اختيار المرشح، ولكن الدور المهم لمساندة صندوق النقد ".

وحول سؤال عن إمكانية انتقال رئاسة الصندوق إلى خارج أوروبا بعد سنوات طويلة من تناوب مرشحين أوروبيين عليه، قالت" عندما نشأ صندوق النقد كانت الصين في بدايتها، وكذلك اليابان ضعيفة، والآن هي في المركز الثاني مع الصين في الاقتصاد العالمي، وكذلك العديد من الدول الأخرى، ومن هذا المنطلق نؤكد على أن قوى العالم الاقتصادية تتغير، والأهم أنه خلال 60 عاماً سابقة تناوب الرجال على منصب رئاسة الصندوق، وربما حان الوقت لتمنح المرأة فرصة".

وأكدت لاجارد أن المملكة لعبت دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالطاقة، وقالت "من الواضح تماماً أن السعودية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي وهو دور متنامٍ على مدى الأعوام السابقة".

و قالت إن "العملية يجب أن تكون منفتحة وشفافة"، مشيرة إلى أن "صندوق النقد ينتمي إلى أعضائه الـ187، وذلك في مجالي الإدارة والقيادة". وشددت لاجارد التي تقوم بجولة عالمية سعياً إلى تامين الفوز بمنصب المدير العام لصندوق النقد ، أنها "واثقة جداً" من حملتها، وذلك بعد زيارة عدة دول بينها البرازيل والهند والصين والسعودية.