على مدى أكثر من خمس ساعات، فتحت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، أبوابها لوسائل الإعلام لحضور ثاني جلسات المحاكمة في الدعوى المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام على 11 متهما من خلية ينبع الإرهابية المتورطة في قتل 5 أجانب ورجل أمن عام 2004.
واستمع القضاة خلال جلسة أمس، إلى دفاع المتهمين بالتآمر مع المتورطين في تنفيذ الجريمة الإرهابية التي نفذت في محافظة ينبع بتاريخ 12 /3 /1425، ردا على التهم الموجهة إليهم في لائحة الدعوى العامة المتضمنة اعتناق بعضهم منهج القاعدة التكفيري، واستباحة قتل الأبرياء، وتكفير ولاة الأمر والعلماء والدولة، ووصف القتلى من هذه الخلية بالشهداء، ودعم وإيواء عدد من الإرهابيين، وخيانة أمانة العمل من بعضهم، إضافة إلى حيازة كميات من الأسلحة، وتمكين البعض منهم منفذي الاعتداء الإرهابي من استخدام سياراتهم، واشتراكهم مع هذه الخلية والتستر على منفذ الاعتداء.
وتلا 6 منهم دفاعهم عن أنفسهم أمام قضاة المحكمة كل منهم على حدة، فيما ستستمع المحكمة في جلسة لاحقة إلى ردود بقية المتهمين وعددهم خمسة. ونفى المتهمون الستة في جلسة أمس جميع التهم الموجهة إليهم في جو يسوده الهدوء ويغلب عليه طابع الأريحية في تعامل القضاة، حيث أتاح القاضي لكل منهم الوقت الذي يحتاجه لقراءة رده على التهم الموجهة إليه بعد أن يخيره بالاكتفاء بالمكتوب أم يريد القراءة.
وخيّر القاضي المدعي العام في تقديم رده ومدى الفرصة التي يحتاجها لتقديمه، فطلب المدعي العام الرد على كل متهم منهم شفهيا ليسجل القاضي رده، وهو يمليه بعد أن قرأ ردود المتهمين.
وتجسدت أريحية القضاة في التعامل مع المتهمين بحرص القاضي على طلب ماء شرب لأحدهم عندما كان في منتصف رده على التهم الموجهة إليه، إضافة إلى الإنصات التام لجميع المتهمين وتخييرهم فيما يرغبون.
وأكد اثنان من المتهمين رغبتيهما في الاستعانة بمحامين الأمر الذي تجاوب معه رئيس الجلسة على الفور، وقام بعمل وكالة لشقيق أحدهما للترافع عن شقيقه، بعد أن طلب المتهم الحصول على نسخة من دعوى الاتهام، حيث أكد القاضي أن ذلك لا يعطى إلا لذي صفة، فيما رفعت الجلسة إلى وقت لاحق للاستماع لردود باقي المتهمين الخمسة على لائحة دعوى التهم الموجهة إليهم.
مشاهدات
• الهدوء التام ساد الجو العام لقاعة المحاكمة والأريحية تغلبت على طابع تعامل القضاة مع المتهمين.
• بدأت المحاكمة التاسعة صباحا وامتدت إلى أكثر من خمس ساعات.
• رفعت الجلسة إلى وقت لاحق للاستماع إلى ردود باقي المتهمين في القضية.
• كان مثول المتهمين أمام القضاة واحدا تلو الآخر.
• سيارة القولف كانت تستخدم لتوصيل المتهمين إلى قاعة المحاكمة برفقة رجال الأمن داخل المحكمة.
• بدا المتهمون في صحة جيدة ومظهر حسن.
• حرص القاضي على سماع كل ما لدى المتهمين وكان يوضح لهم بعض المصطلحات.
• أحد المتهمين قام بتوكيل شقيقه للترافع عنه بعد أن طلب المتهم ذلك، فأبدى القاضي استعداده لإصدار الوكالة ومن ثم يمكن لشقيقه حضور الجلسات والاطلاع على دعوى الاتهام والترافع عنه. وطلب القاضي رقم هاتف شقيقه لتتواصل المحكمة معه.
• كان القاضي يتهامس مع مستشاريه من وقت إلى آخر.
• حرص القاضي على أن يوقع كل متهم على كل صفحة من ردودهم على التهم الموجهة إليهم عقب قراءتها، ويكتب "أرغب في ضبطها".
• كرر القاضي تأكيده على كل متهم أن له الحق في توكيل محام للترافع عنه، وإذا لم يكن قادرا على دفع الأتعاب فإن وزارة العدل تتكفل بذلك.
• كرر أكثر من متهم سؤالا حول لائحة الدعوى ومدى نظامية عرضها على محام، فأكد رئيس الجلسة أن ذلك لا يتم إلا بعد توكيل شخص ذي صفة للترافع عن المتهم.
• أحدهم طلب ماء فتم إحضاره فورا.
• بدت ردود المتهمين متشابهة من حيث المقدمة والخاتمة لكل رد.