خلال الأسابيع الماضية، يجد المراقب لمواقع التواصل الاجتماعية وخاصة تويتر، أنها باتت ساحة طافحة بأمراض اجتماعية ظننتُ أنه تم تقليصها في ظلّ تفاني مركز الحوار الوطني وجهوده، لكني فوجئت بعد بضعة أحداث متوالية، وتحديدا منذ ملتقى المثقفين بالرياض ثم قضية حمزة كشغري ومؤخرا الجنادرية ومعرض الكتاب الدولي المنتظر، أنه يتم دفع وتأجيج العامة للاحتقان حولها وبعض الشخوص بطريقة كيدية غير نزيهة، وكأن هناك من ينسج في الظلام ضد مجتمعنا ويكيد لنا! فليس من المعقول أن تندلع العنصرية والتنابز بالألقاب والمذهبية واللغة التكفيرية سريعا بأسابيع متوالية، لدرجة شعرتُ أن من يتحدثون ليسوا سعوديين! والخطورة تكمن في المحاولة المتفانية لتشويه صورة الإعلاميين والمثقفين، وخاصة الكتاب والكاتبات الصحفيين. إنهم هدف من أهداف المؤججين منذ ملتقى المثقفين الذي حضره 1000 مثقف ومثقفة، فلماذا أسماء معدودة ومعينة من الإعلاميين والكتاب والكاتبات الصحفيين ممن يحمل أرشيفهم أعمالا ومقالات ضد القاعدة والثقافة التكفيرية والتطرف هم من يتم التعريض بهم والتحريض ضدهم بتهم جاهزة تقدح في أعراضهم وتصل إلى تكفيرهم، بل الرغبة بقتل بعضهم للتقرب إلى الله، والعياذ بالله!؟
هناك من يقرأ هذا المشهد بتويتر على أنه تصفية حسابات وانتقام الحركيين المتطرفين الذين استشعروا قوتهم نتيجة حضور أشباههم سياسيا بالمجتمعات الثائرة بجوارنا، ولغة البيان الأخير لـ 50 شيخا يطالب بإيقاف الجنادرية ومعرض الكتاب، أكبر دليل على التحريض ضد الوطن، كون الجنادرية "رمزا للوحدة الوطنية"، لكن ما أراه في محاولتهم استهداف الإعلاميين والكتاب والكاتبات منذ ملتقى المثقفين ليس بريئا أبدا وانكشف اليوم وجه "التآمر"، عبر محاولة نشر الإشاعات عبر مقاطع اليوتيوب والقدح في أعراضهم لتأجيج العامة ضدهم، وبالتالي فقد مصداقيتهم وتأثيرهم اللذين لطالما كانا جنبا إلى جنب مع الدولة والوحدة الوطنية! ونحن نعرف جيدا أن وزارة الداخلية بجهود جبارة مشكورة استطاعت محاربة جرائم الإرهاب والقاعدة أمنيا، فيما المواجهة الفكرية وخطورة فكر القاعدة والتكفير في المجتمع كان دور الإعلاميين وكتاب وكاتبات الصحافة بارزا فيها. والسؤال المهم الآن: لصالح من يحاول هؤلاء التآمر ضد المثقفين والإعلاميين وكتاب الصحافة؟ بالتأكيد ليس لصالح الوطن! وجميعنا يعرف أن فكر القاعدة لم يمت بموت أسامة بن لادن، وما زال يهدد أمننا لوجوده بدول مجاورة، واستغلاله من قبل بعض الدول التي تحالفت مع القاعدة باليمن، رغم الاختلاف العقدي، فهي لا تُخفي عداءها لاستقرارنا، وتغيظها وحدتنا الوطنية وتمسكنا بالقيادة، ولهذا وباختصار علينا الحذر والتيقظ جيدا، فهو بمنتهى الخطورة في ظلّ الأحداث السياسية العربية، حفاظا على وحدتنا الوطنية من أصحاب "الفتنة" في الداخل، والأعداء المتربصين بنا في الخارج.