ليومين متتاليين، كتب الزميل الصديق، صالح الحمادي، في الزميلة الشرق، ما عنونه بفضائح من عسير، وحول الجامعة بالتحديد في سرد بعض الملاحظات التي تكشف جهلاً واضحاً، وهذا يحدث عندما – يعير – الكاتب قلمه لأفكار غيره، ثم يتحول إلى جهاز تسجيل يملي عليه الآخرون تصفية حساباتهم المختلفة. وكان بودي لو أن الزميل العزيز انصرف في الكتابة فيما يتقن وفيما برع فيه بالأصل، لأن – الفضيحة – الأساس هو أن ينثر هذا التضليل الذي يؤلب الرأي العام عطفاً على تطويع جائر للحقائق، وهذا لا يحدث إلا عندما يقتحم الكاتب منطقة من – الرأي – أبعد ما تكون عن – الملعب – الذي ألفه وائتلف معه. يقول "أبورائد" إن طلاب الجامعة لا يستطيعون التفريق بين – عمال الصيانة – (لأن عدد البنجالية الأساتذة أصبح يفوق عدد البنجالية العمال). ولأخي صالح، أقول، إن لغة الإنشاء الباطل لا يدحضها إلا الرقم والإحصاء، فعدد منسوبي الجامعة ومن في حكمهم من أعضاء هيئة التدريس فقط هذا المساء هو بالضبط (1902) لا يشكل الإخوة من بنجلاديش منهم سوى (2.79%)، وهي نسبة، وبالإحصاء أيضاً، تقل عن نسبة تواجدهم في أربع جامعات سعودية، بينها الملك سعود والملك فهد، وإذا ما ثبت لديك أو لدى مصادرك المعروفة أي انحراف بكسر عشري من هذه الأرقام فأنا على استعداد للاستقالة حتى لا أبقى مصدراً لتضليل القراء أو تزويدهم بأرقام ومعلومات كاذبة. ثم إن الأهم أن الكادحين من أبناء هذه الشعوب الذين نستهزئ بهم لم يشتروا – الدكترة – من جامعات الشقق المفروشة، ولم يأخذوها – بالكاش – ليترززوا بها في المجالس مثلما يفعل البعض هنا، للأسف الفاضح، ولك أن تعلم أنهم الخيار الأول في هذا العقد من الزمن في المنافسة في – وادي السيلكون – الأميركي، وأن عدد – البنجال – الذين تتندر بهم يفوق اليوم ضعف أعداد العرب أساتذة في الجامعات الأميركية، وبيني وبينك البراهين والإحصاءات والأدلة. ولك أن تعلم أنهم اليوم أساتذة في مستشفى الملك فيصل التخصصي مثلما هم بالجملة في دهاليز ماي كلينك ومثلما هم أيضاً في شوارعنا عمال نظافة، ولم يكن عيباً مثلما يكون من – العيب – أن يظن كاتب في صحيفة وطنية أن الشعوب صورة نمطية واحدة.
الفضيحة أخي صالح أن تكتب ما تجهل، وقد ضحكت كثيراً وأنت تكتب عن تقرير الأستاذة الأميركية الذي رفعته لإدارة الجامعة لأن الذين – أملوا – عليك جمل التقرير لم يصدقوك في جملة سليمة مما كتبت يداك، والكتابة أخي ليست حصة في الإملاء مثلما هي أيضاً ليست محاضرة في التعبير، بل هي الأمانة والموضوعية والتحقق. وأنا من هذا المكان أدعوك لأن تبحث حراً مستقلاً عن كل ما شئت من الأرقام والإحصاءات والحقائق، وإذا ما اعتذروا في الجامعة عن تزويدك بأي حقيقة تبحث عنها فأنا على استعداد تام لقبول قرارك الشخصي في حقي وفي مستقبلي مع الجامعة ومع الكتابة. كل هذا كي لا نضلل الجمهور وكي لا نقوده إلى تزوير الأرقام والحقائق وهكذا هو الكاتب الشجاع، وغداً سأكمل معك كي أبرهن لك أنك حتماً تكتب ما تجهل. غداً مع فضيحة جديدة.