أشاد وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران بوزير الثقافة الإسباني الأسبق الكاتب خورخي سيمبرون الذي أعلنت باريس مساء الثلاثاء الماضي وفاته في منزله بباريس واصفا إياه بالكاتب "الكبير" الذي اختار "اللغة الفرنسية وطنا ثانيا". مؤكدا أن سيمبرون سيبقى بالنسبة لنا جميعا مثالا رائعا للمفكر الملتزم في خدمة المثل الأوروبية".
وقد كان سيمبرون الذي كتب غالبية أعماله بالفرنسية، شاهدا على كبرى تمزقات القرن العشرين السياسية، وقد استمد منها أعمالا رائعة في الأدب والسينما.
و أكد التلفزيون الإسباني أن عائلة الكاتب لم تختر بعد مكان دفنه لكن من المرجح أن يكون في فرنسا حيث عاش كل حياته تقريبا، والتي استقر فيها كمنفى اختياري مع عائلته مع بدء الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).
ولد سيمبرون خورخي في العاشر من ديسمبر 1923 في مدريد في كنف عائلة بورجوازية تؤمن بالقيم الجمهورية وعرف المنفى منذ طفولته. فقد غادر والده المحامي الجمهوري إسبانيا اعتبارا من العام 1936 "وفاءً لأفكاره" مع أولاده السبعة متوجها بداية إلى هولندا وبعدها إلى فرنسا.
وفي باريس ترسخت لدى خورخي سيمبورن عند سقوط مدريد في أيدي فرانكو القناعة بأنه سيبقى دوما في فرنسا.
وفي سبتمبر 1943 مع حلول الحرب العالمية الثانية التحق سيمبرون بصفوف المقاومة. في عام 1963 صدرت روايته الأولى "الرحلة الطويلة" .
وبعد سنوات قليلة أمضاها مترجما في اليونسكو في باريس عاد إلى إسبانيا حيث نسق التحرك السري للحزب الشيوعي الإسباني تحت اسم فيديريكو شانسيز. إلا أن خلافات نشأت بينه وبين رئيس الحزب سانتياجو كاريو الذي طرده من اللجنة التنفيذية في عام 1964 بتهمة "التحول عن سياسة الحزب".
حينها قرر تكريس وقته بعدها للكتابة بالفرنسية والإسبانية. في عام 1969 حصلت روايته "الموت الثاني لرامون ميركادير" على جائزة فيمينا الأدبية الفرنسية.
يذكر أيضا أن سيمبرون كان يعمل في السينما مع إيف مونتان والمخرج كوستا جافراس وكتب حوار أفلام "زد" (1969) و"الاعتراف" (لافو 1970) .