لم يتحقق وعد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، حين أكد عام 2009 أنه سيفصل مرضى المناطق الشمالية السعودية عن الأردن "فصلا سياميا" ويجعل الهجرة معاكسة إلى مستشفيات المملكة.
إذ ارتفعت نسبة المنومين في المستشفيات الخاصة الأردنية من المرضى السعوديين إلى 19427 منوما عام 2010 بزيادة أكثر من 10% عن العام الذي قبله، وذلك بحسب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الأردنية الدكتور عوني البشير الذي قال لـ"الوطن" إن التكلفة المتوسطة للمريض السعودي الواحد بلغت 16 ألفا و500 ريال.
ويأتي ذلك على الرغم من تأكيدات وزير الصحة خلال زيارته حائل الشهر الماضي على انخفاض عدد السعوديين الذين يبحثون عن العلاج في الأردن، حين أجاب عن سؤال "الوطن" حول عدم تحقق وعد "الفصل السيامي" بين مرضى شمال المملكة ومستشفيات الأردن بالقول "الأرقام الواردة تؤكد انخفاض نسبة السعوديين المسافرين للأردن لأجل العلاج" مرجعا ذلك إلى تنفيذ برنامج الطبـيب الزائر وتحديث مستشفيات الشمال ("الوطن": 22 مـايو 2011).
لم يتحقق وعد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة حين قال، في "30 أكتوبر 2009"، إنه "سيفصل مرضى الشمال عن الأردن فصلا سياميا ويجعل الهجرة معاكسة لمستشفيات المملكة" حيث زادت نسبة المنومين في المستشفيات الخاصة الأردنية من المرضى السعوديين إلى 19 ألفا و427 منوماً خلال عام 2010م، بزيادة تتجاوز 10% عن أعدادهم في عام 2009.
يأتي ذلك على الرغم من تأكيدات وزير الصحة خلال زيارته لحائل في "23 مايو الماضي" على انخفاض عدد السعوديين الذي يبحثون عن العلاج في الأردن، حين قال آنذاك "إن الأرقام الواردة إلينا من هناك انخفضت بسبب تحسين الخدمات الطبية في المناطق الشمالية وإقرار برنامج الطبيب الزائر".
وكانت "الوطن" نشرت في أكتوبر 2009 في عددها رقم 3312 عن اضطرار نحو 15 ألف سعودي للعلاج في الأردن بفاتورة إجمالية تصل إلى مليار ريال.
ولم يعد للمواطنين السعوديين الموجودين في الأردن اليوم همٌ سوى المطالبة بإنشاء "ملحقية صحية " في سفارة السعودية بعمان، ولا يطلبون منها سوى متابعتهم وتوجيههم ومراقبتها للأسعار التي تزداد عليهم دونما رقيب، وتنادي السفارة بما ينادي به المواطنون من ضرورة افتتاح مكتب صحي إذا تعذر افتتاح "ملحقية صحية" فأعداد الزائرين لها طلباً للتدخل يفوق 2500 مريض.
وأكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الأردنية الدكتور عوني البشير لـ "الوطن" أن الزيادة الحاصلة في إعداد المنومين السعوديين بلغ أكثر من 19 ألفا و400، بزيادة تجاوزت 10% من أعداد المنومين في العام الذي سبق، وبتكلفة متوسطة للمريض الواحد تبلغ 3 آلاف دينار، أي ما يعادل 16 ألفا و500 ريال سعودي.
مشيراً إلى أنه على الرغم من هبوط السعودية من المركز الرابع إلى الخامس إلا أن العدد الإجمالي للمرضى المنومين قد ازداد، مضيفاً أن الأرقام لدى المستشفيات العسكرية البالغ عددها 11 مستشفى بسعة 2129 سريرا وتمثل 19% من إجمالي أسرة المملكة الأردنية لم تدخل ضمن هذه الإحصائية.
وبين البشير أن أسرة القطاع الخاص البالغة 3853 سريراً وتمثل ما نسبته 36.9% في 61 مستشفى هي التي بنيت عليها تلك الأرقام مذكراً أن الأعداد خاصة بالمنومين وليس بالمراجعين كعدد كلي.
وبحسب البشير فإن أكثر عوامل الجذب للسياحة العلاجية في الأردن من السعوديين هي قرب المسافة والتشابه الاجتماعي، إضافة إلى الجودة، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من الزائرين السعوديين للعلاج في الأردن هم من أهالي منطقة الجوف ومنطقة الحدود الشمالية في المملكة.
من جهته، أوضح نقيب الأطباء الأردنيين الدكتور أحمد العرموطي، إن برنامج "الطبيب الزائر" الذي أقرته وزارة الصحة السعودية أثر بانخفاض المراجعين للعيادات الخارجية بشكل ملحوظ خصوصاً أن البرنامج يعتمد على الكثير من الأطباء الأردنيين المشهود لهم بالكفاءة، مضيفاً أن العديد من الأطباء في الأردن بدؤوا العلاج بالخلايا الجذعية خصوصاً في مجال الحبل الشوكي وتسمم الدم وأمراض أخرى، مؤكداً أن نجاحها بشكل كبير سيعوض الأعداد التي نقصت من مراجعة الأردن.
وأكد العرموطي أنه على الرغم من الارتفاع الحاد الذي يشهده العالم بالأسعار إلا أن نقابة الأطباء الأردنيين لم ترفع لائحة الأسعار فما زالت تعمل باللائحة التي صدرت عام 2008 م.
السفارة السعودية، وبحسب الناطق الإعلامي فيها الدكتور علي العباد، أكدت على الحاجة إلى إنشاء مكتب صحي متخصص في السفارة إن تعذر افتتاح "ملحقية صحية " نظراً لأن السفارة تستقبل مابين 1800 إلى 2500 مراجع سنوي ناهيك عن الأعداد الغفيرة التي لا تراجع السفارة.
وأوضح العباد أن السفارة وضعت موظفين من خلال مبادرة ذاتيه لاستقبال المراجعين وتسهيل أمورهم على الرغم من عدم إلمامهم بالعمل الصحي ولكن لخدمة المواطنين، مشيراً إلى أنه أحياناً يتدخل السفير بنفسه لتسهيل وحل بعض المعضلات.
مبيناً أن من فوائد المكتب الصحي المتابعة والمراقبة للخدمات المقدمة لهم من قبل الجهات ذات العلاقة بالعلاج وحرصها على تقديم أفضل الخدمات لهم إذا علموا بوجود المكتب وقيامه بالتدقيق والمتابعة عليهم.
وأوضح العباد أن السفارة تقوم بالتغطية المباشرة فقط في الحالات الطارئة التي تحدث داخل الأراضي الأردنية كالحوادث المرورية أو الإمراض الفجائية، مضيفاً أن السفارة تقوم باستقبال المرضى الذين يعالجون على حسابهم الخاص بعد إحضارهم لخطاب من هيئة الخدمات الطبية لا إعطائهم مشهد يثبت أن المريض عالج على حسابه الخاص لكي يتسنى للمريض تقديمها للهيئة واخذ التعويض المادي منها.
وذكر المواطن عودة محمد العطوي "من سكان تبوك" أنه حضر إلى الأردن لا إجراء عملية "المياه الزرقاء" وتركيب عدسات لوالدته بعد أن أعطي موعداً في تبوك بعد ثلاثة أشهر، إلا أنه والدته اقتربت من فقدان النظر، لذلك اضطر للقدوم للأردن وإجراء العملية خلال 8 ساعات وبتكلفة تتجاوز 8 ألاف ريال سعودي.
وطالب العطوي بافتتاح ملحقية صحية في الأردن، مشيراً إلى أن عدد المرضى القادمين معه من أقربائه خلال هذه الرحلة 13 مريضاً للعلاج في مستشفيات مختلفة، مؤكداً أنهم يحتاجون للمتابعة والمراقبة، قائلاً "في بعض الأحيان تخرج لنا مصاريف بعد العملية لم نكن نحسب حسابها ولا نعلم من أين أتت ولا نملك حيلة سوى الدفع".
وتمنى العطوي أن يرى تلك الملحقية قريبا وبحسبه "لا نريدهم أن يدفعون لنا شي إنما نريد من يسندنا ويوجهنا ويحل مشاكلنا مع الجهات الطبية إن حدثت".