تحسم اليوم هوية نصف أضلاع المربع الذهبي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وتتجه الأنظار تحديداً للمواجهة الأصعب التي تنطلق عند الـ9.05 مساء، جامعة الاتحاد مع النصر على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة في إياب ربع نهائي المسابقة.
وكان الفريقان تعادلا ذهاباً في الرياض 3/3، مما أعطى الاتحاد أفضلية نسبية لتسجيله على أرض الفريق المنافس، حيث يكفيه التعادل السلبي أو التعادل 1/1 أو 2/2 للمرور إلى نصف النهائي، فيما سيكون فوز أي فريق كافياً له للوصول إلى نصف النهائي.
وسيكون لقاء اليوم مختلفاً عن لقاء الذهاب مع عودة قائدي الفريقين للمشاركة، ففي الاتحاد تأكدت مشاركة محمد نور الذي غاب عن الذهاب بسبب وعكة صحية تعرض لها، في حين منح قرار لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي الضوء الأخضر لقائد النصر حسين عبدالغني للمشاركة بعد أن غاب عن المباراة الماضية بسبب الإيقاف على خلفية حصوله على بطاقة حمراء في اللقاء الأخير لفريقه في مسابقة دوري أبطال آسيا التي خرج النصر فيها من دور الـ16.
ويبدو الوضع الفني للفريقين متقارباً جداً، حيث يشرف على كل منهما مدرب جديد، بعدما تعاقد الاتحاد أخيراً مع المدرب البلجيكي ديمتري الذي قاده إلى الوصول إلى دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال آسيا، في حين استعان النصر بمدرب الرائد البرتغالي جوميز ريثما يكمل مشاركاته في الموسم بعد إقصاء المدرب الكرواتي دراجان.
وقد تكون كفة البلجيكي العجوز أرجح بحكم معرفته الكبيرة بلاعبي الاتحاد الذين أشرف على تدريبهم في مواسم عدة سابقة على فترات، كما أن لقاء اليوم هو الثالث الذي يخوضه أمام النصر خلال شهر واحد منذ استلامه تدريب الفريق.
وبالنظر إلى خطوط الفريقين، والبداية مع الفريق المستضيف الاتحاد نجد أنه يعيش وضعاً فنياً مستقراً وتكاملاً عناصرياً جيداً، حيث يعد محترفه البرتغالي نونو أسيس الغائب الوحيد عن القائمة.
ويعتمد المدرب ديمتري إلى جانب تميزه في التحفيز المعنوي على أسلوب اللعب الضاغط على الخصم من منتصف الملعب والانطلاق بالهجمات المرتدة السريعة مستغلاً التفاهم الكبير بين الثلاثي محمد نور ومحمد الراشد والجزائري عبدالمالك زيايه، وإن كانت احتمالية مشاركة الأخير أساسياً ليست واردة بشكل كبير بسبب تأخره في العودة من بلاده التي سافر إليها لتقبل العزاء في وفاة والده، إلا أن البديل المحتمل نايف هزازي هو الآخر يعد من الأسلحة الهجومية الفعالة في الفريق.
ويركز ديمتري على عناصر متميزة في خط الوسط بوجود سعود كريري والعماني أحمد حديد والبرتغالي باولو جورج الذي من المتوقع مشاركته في الوسط، على أن يحل راشد الرهيب مكانه في الظهير الأيمن، ويؤدي خط الوسط أدواراً تكتيكية بين مساندة الدفاع والمتابعة الهجومية لأي كرة عائدة من دفاع المنافس أثناء وضعية الفريق الهجومية، فيما يبقى خط الدفاع ثابتا بتواجد ثنائي قلب الدفاع أسامة المولد وحمد المنتشري وإلى جانبهما على الطرف الأيسر اللاعب مشعل السعيد أو صالح الصقري.b وفي الجهة المقابلة يقع ضغط أكبر على مدرب النصر المطالب بانتهاج أسلوب هجومي، لأنه بحاجة الفوز أكثر من الاتحاد الذي يكفيه التعادل، لكن النصر يعاني غياب عدد من عناصره الهامة بتواجد الثنائي البارز سعود حمود وإبراهيم غالب في صفوف المنتخب الأولمبي إلى جانب استمرار إصابة اللاعب أحمد عباس.
ويعتمد النصر في خط المقدمة على تحركات المحترف الكويتي بدر المطوع لخلخلة دفاع المنافس، ومنح حرية الحركة لرأس الحربة الثابت الذي من المحتمل أن يكون في مباراة اليوم محمد السهلاوي، مع مساندة من الأرجنتيني فيكتور فيجاروا الذي يقوم بدور مزدوج بين صناعة اللعب واستغلال مهارته في التسديد.
وستكون مهمة خط وسط النصر صعبة في محاولة مجارة التكامل الاتحادي في هذا الجزء الهام من الملعب، حيث من المرجح أن يستعين جوميز بحسين عبدالغني في المحور الدفاعي إلى جانب خالد الزيلعي واللاعب الشاب فهد الرشيدي وفي الدفاع سيتواجد الرباعي عمر هوساوي والأسترالي جوناثان ماكين وأحمد الدوخي وعبده برناوي.
ويتوقع أن يأتي اللقاء مفعماً بالقوة والإثارة كعادة لقاءات الفريقين، كما أن النتيجة القاسية التي خسر بها النصر أمام الاتحاد على نفس الملعب قبل ثلاثة أسابيع بخماسية ستكون حاضرة في ذاكرة جماهير الفريقين، وخصوصا جماهير النصر التي تطالب بالتعويض والتأهل إلى دور الأربعة من المسابقة.