من طالب مشاغب يهوى المشاكل إلى إرهابي قاتل وقتيل، انتهت حياة عبدالله الصايل الذي أعلنت وزارة الداخلية هويته أول من أمس بعد محاولته التسلل إلى اليمن من منفذ الوديعة الحدودي في المواجهة التي استشهد فيها ضابط ورقيب، وأصيب رقيب آخر. ووفقا لمصادر اجتماعية في محافظة الأسياح بمنطقة القصيم التي ولد فيها عام 1402، فقد بدأت أعراض الشغب على الصايل حين كان طالبا بمدرسة الأسياح الثانوية، وذلك قبل أن يلتحق عام 1417 بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، التي سرعان ما تركها وظهرت عليه علامات التشدد. وكانت آخر محطة هادئة للصايل في الدورة العسكرية بمدينة الأمن العام، إلا أن نهايته فيها أيضا كانت عنيفة بفصله جراء صفعه رجل أمن. وبعد سجنه عام 1424، وإطلاق سراحه رمضان الماضي، تزوج عبدالله الصايل في شوال من ابنة رفيقه في السجن، غير أنه طلقها بعد شهر لرفضها فكره التكفيري. وقال مقربون منه: إنه ادعى الذهاب لأداء العمرة، لينفذ جريمته التي راح ضحيتها في 24 الشهر الماضي ببريدة الرقيب مؤنس الحربي. ولا يزال شقيق الصايل حمود مسجونا في قضايا إرهابية بعد تعيينه معلما للغة العربية في حفر الباطن، والشقيق أيضا دخل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.

أما والدة الصايل، فاستنكرت جريمة ابنها، متسائلة "ما ذنبهم حتى ييتم أبناءهم ويرمل زوجاتهم؟".

من جانبه، قال نائب وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، أثناء رعايته تخريج طلبة كلية الملك فهد الأمنية في الرياض أول من أمس "للأسف فإن المعتدي سعودي وقد كان ضالا وأعطي فرصـة ولكنه ضل مرة أخرى، وهذا الضلال خـروج عـن الشرع والمنـطق والإنسانية".




من طالب مشاغب يهوى المشاكل إلى إرهابي قاتل، مرت حياة عبد الله عبد الرحمن الصايل بعدة منعطفات مصيرية شكلت حياته التي أصبحت حديث الساعة بعد أن أعلنت وزارة الداخلية أول من أمس ، أنه الجاني القتيل الذي حاول التسلل إلى اليمن من منفذ الوديعة الحدودي قبل مواجهة أمنية استشهد فيها ضابط ورقيب، وأصيب رقيب آخر.

وبدأت أعراض الشغب على الصايل مبكراً في سنوات المراهقة، حين كان طالباً بمدرسة الأسياح الثانوية، حيث ولد عام 1402، ونشأ وترعرع في تلك المحافظة التابعة لمنطقة القصيم، والواقعة على بعد 400 كلم شمال العاصمة الرياض. ويحكي زملاؤه في الدراسة عن مشاجراته العديدة مع بقية الطلاب بل والمعلمين، مؤكدين أنه لم يكن معروفاً عنه الالتزام الديني أو انتماءه إلى أي تنظيمات في ذلك الوقت.

في عام 1417 تخرج الصايل من المدرسة الثانوية، والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، لكنه تركها لتظهر عليه علامات التشدد التي صحبته خلال عمله كمؤذن ليتطور بعدها إلى رغبة في الجهاد تمثلت في عزمه على السفر إلى العراق بعد أن أجرى مراسلات عبر الإنترنت مع إرهابيين من أبناء المحافظة سبقوه إلى العراق ودعوه للحاق بهم.

وفي تلك الفترة كان شديد الانعزال عن الناس، عاكفاً على القراءة والإنترنت، وكل محاولاته للخروج من هذه الدائرة كانت التحاقه بدورة عسكرية بمدينة الأمن العام لم يكملها بعد تعديه بالصفع على رجل شرطة ما أدى إلى فصله من الدورة.

في عام 1424 تم القبض عليه لاتهامه بالضلوع في قضايا إرهابية، ومراسلته لإرهابيي العراق بنية الذهاب إلى هناك، وسجن في بريدة حيث كان والده يزوره باستمرار قبل أن يتوفى منذ ثلاث سنوات.

خرج الصايل من السجن في رمضان المنصرم، وتزوج في شوال الماضي من ابنة رفيقه في السجن عبد الرحمن عبد العزيز إبراهيم الربعي، وطلقها بعد شهر من الزفاف بعد رفضها العيش معه بسبب فكره التكفيري المتطرف.

وقال مقربون منه إنه كذب على رجال المباحث وادعى أنه ذاهب لأداء العمرة، حيث نفذ في ذلك التوقيت جريمة قتله للرقيب مؤنس الحربي وإصابة العريف فواز الحربي، في بريدة مساء الخميس 24 جمادى الآخرة الماضي. وهي جريمته الأولى التي دفعته إليها قناعته بأن قتل رجل أمن هو الطريق إلى الجنة، على حد قول مقربين منه.

شقيق الصايل الأصغر حمود تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، تخصص لغة عربية، وتم تعيينه معلماً في حفر الباطن، ثم قبض عليه في قضايا إرهابية بعد تعيينه بثلاثة أشهر، ولا يزال في السجن.

أما والدته فهى تعيش حالة مأساوية بين مرضها العضوي بالبهاق والنحول الشديد وحالتها النفسية السيئة بسبب أبنائها، وما آل إليه حالهم من سجن وقتل وإرهاب. واستنكرت الوالدة أثناء تفتيش رجال الأمن لمنزل ابنها أول من أمس، ما فعله ولدها برجال الأمن وقالت" ما ذنبهم حتى ييتم أبناءهم ويرمل زوجاتهم"، مؤكدة أنها شعرت بكذبه حين ادعى ذهابه لأداء العمرة لكنها لم تكن تعرف ما يبيت له على وجه التحديد.