من طالب مشاغب يهوى المشاكل إلى إرهابي قاتل، مرت حياة عبد الله عبد الرحمن الصايل بعدة منعطفات مصيرية شكلت حياته التي أصبحت حديث الساعة بعد أن أعلنت وزارة الداخلية أول من أمس ، أنه الجاني القتيل الذي حاول التسلل إلى اليمن من منفذ الوديعة الحدودي قبل مواجهة أمنية استشهد فيها ضابط ورقيب، وأصيب رقيب آخر.

وبدأت أعراض الشغب على الصايل مبكراً في سنوات المراهقة، حين كان طالباً بمدرسة الأسياح الثانوية، حيث ولد عام 1402، ونشأ وترعرع في تلك المحافظة التابعة لمنطقة القصيم، والواقعة على بعد 400 كلم شمال العاصمة الرياض. ويحكي زملاؤه في الدراسة عن مشاجراته العديدة مع بقية الطلاب بل والمعلمين، مؤكدين أنه لم يكن معروفاً عنه الالتزام الديني أو انتماءه إلى أي تنظيمات في ذلك الوقت.

في عام 1417 تخرج الصايل من المدرسة الثانوية، والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، لكنه تركها لتظهر عليه علامات التشدد التي صحبته خلال عمله كمؤذن ليتطور بعدها إلى رغبة في الجهاد تمثلت في عزمه على السفر إلى العراق بعد أن أجرى مراسلات عبر الإنترنت مع إرهابيين من أبناء المحافظة سبقوه إلى العراق ودعوه للحاق بهم.

وفي تلك الفترة كان شديد الانعزال عن الناس، عاكفاً على القراءة والإنترنت، وكل محاولاته للخروج من هذه الدائرة كانت التحاقه بدورة عسكرية بمدينة الأمن العام لم يكملها بعد تعديه بالصفع على رجل شرطة ما أدى إلى فصله من الدورة.

في عام 1424 تم القبض عليه لاتهامه بالضلوع في قضايا إرهابية، ومراسلته لإرهابيي العراق بنية الذهاب إلى هناك، وسجن في بريدة حيث كان والده يزوره باستمرار قبل أن يتوفى منذ ثلاث سنوات.

خرج الصايل من السجن في رمضان المنصرم، وتزوج في شوال الماضي من ابنة رفيقه في السجن عبد الرحمن عبد العزيز إبراهيم الربعي، وطلقها بعد شهر من الزفاف بعد رفضها العيش معه بسبب فكره التكفيري المتطرف.

وقال مقربون منه إنه كذب على رجال المباحث وادعى أنه ذاهب لأداء العمرة، حيث نفذ في ذلك التوقيت جريمة قتله للرقيب مؤنس الحربي وإصابة العريف فواز الحربي، في بريدة مساء الخميس 24 جمادى الآخرة الماضي. وهي جريمته الأولى التي دفعته إليها قناعته بأن قتل رجل أمن هو الطريق إلى الجنة، على حد قول مقربين منه.

شقيق الصايل الأصغر حمود تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، تخصص لغة عربية، وتم تعيينه معلماً في حفر الباطن، ثم قبض عليه في قضايا إرهابية بعد تعيينه بثلاثة أشهر، ولا يزال في السجن.

أما والدته فهى تعيش حالة مأساوية بين مرضها العضوي بالبهاق والنحول الشديد وحالتها النفسية السيئة بسبب أبنائها، وما آل إليه حالهم من سجن وقتل وإرهاب. واستنكرت الوالدة أثناء تفتيش رجال الأمن لمنزل ابنها أول من أمس، ما فعله ولدها برجال الأمن وقالت" ما ذنبهم حتى ييتم أبناءهم ويرمل زوجاتهم"، مؤكدة أنها شعرت بكذبه حين ادعى ذهابه لأداء العمرة لكنها لم تكن تعرف ما يبيت له على وجه التحديد.