أكدت معلومات سعودية ويمنية أن الحالة الصحية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يعالج في المستشفى العسكري بالرياض مستقرة، وقال مصدر سعودي إن صالح يتابع علاج إعادة التأهيل على أن يخضع قريبا لعملية تجميلية. وفي حين أكد دبلوماسي يمني في الرياض أن "صحة الرئيس جيدة بعد جراحة أجريت له" قال إنه "من غير المرجح أن تجرى له جراحة أخرى".
في غضون ذلك، تواصلت مطالبات المحتجين في اليمن بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي من مهامه "تشكيل حكومة تكنوقراط" فضلا عن العمل على توحيد القوات المسلحة وتعديل الدستور وإجراء انتخابات. وفيما شهدت صنعاء حركة نزوح بعد انتشار مجاميع قبلية في أحيائها، بدأ أنصار الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد تسليم المقار الحكومية التي سيطروا عليها في المواجهات الأخيرة.
ويرى عدد من الباحثين الأميركيين مركزية الدور الذي يتعين على دول الخليج ولاسيما السعودية القيام به من أجل عودة الاستقرار إلى اليمن. وقالت سوزان ميلوني الباحثة في مركز "سابان" لدراسات الشرق الأوسط، إن المملكة "تعد طرفا مقبولا من الجميع في اليمن وإن هذا يؤهلها للعب دور حاسم في وضع صيغة مقبولة لملامح المرحلة الانتقالية المقبلة".
أكد مصدر سعودي أمس أن حالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مستقرة وهو يتابع علاج إعادة التأهيل على أن يخضع قريبا لعملية تجميلية. وقال المصدر إن الرئيس اليمني الذي يخضع للعلاج في السعودية جراء إصابته في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي الجمعة الماضي "حالته مستقرة". ونفى تقارير عن تدهور حالة صالح قائلا "لا أساس لما تناقلته وسائل إعلام عن تدهور وضعه الصحي". وأشار إلى أن صالح "بانتظار تحديد موعد لعمليته التجميلية ويتابع حاليا علاج إعادة التأهيل".
وفي سياق متصل قال دبلوماسي يمني في الرياض أمس إن الرئيس صالح "في صحة جيدة بعد جراحة أجريت له ومن غير المرجح أن تجرى له جراحة أخرى". ومن جهته قال رئيس مجلس التنسيق الأعلى للجالية اليمنية بالسعودية طه الحميري "كان طيبا.. زرته في المساء وتكلم معنا. سأل عن المغتربين".
في غضون ذلك يواصل الشبان اليمنيون المحتجون ممارسة ضغوطهم مطالبين بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي لطي صفحة نظام الرئيس صالح. وبدأت مجموعة من الشبان بنصب عشرات الخيام أمام منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي تأكيدا لهذا المطلب. إلا أن جنود الفرقة المدرعة الأولى التي يقودها اللواء المنشق المؤيد للانتفاضة علي محسن الأحمر أقدموا على تفكيك الخيام التي كانت تعيق حركة المرور في شارع الستين المهم. وأكد محتجون آخرون منضوون تحت لواء "اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية" خلال مؤتمر صحفي أنهم "سيتشاورون خلال اليومين المقبلين لتشكيل مجلس انتقالي مع كافة القوى" . وأكد المحتجون أن من مهام المجلس الرئاسي الانتقالي "تشكيل حكومة تكنوقراط"، فضلا عن العمل على توحيد القوات المسلحة وتعديل الدستور وإجراء انتخابات.
إلى ذلك بدأ أنصار الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد تسليم المقار الحكومية التي سيطروا عليها في المواجهات التي خاضوها في منطقة الحصبة والأحياء المجاورة لها منذ نحو أسبوعين مع قوات من الجيش. وتصاعدت المخاوف في أوساط سكان العديد من الأحياء بشمال صنعاء عقب انتشار لافت لمجاميع قبلية مسلحة تمارس عمليات النهب للمقار الحكومية والمنازل التي نزح عنها سكانها. وتهيمن على معظم الأحياء التجارية في صنعاء مظاهر إغلاق شبه تام للمحال والمعارض التجارية. وفي تعز نفت مصادر رسمية يمنية سقوط المحافظة في أيدي المعارضين وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحين قبليين وقوات الأمن. وطمأنت المواطنين بأن "الأوضاع الأمنية تحت السيطرة والأجهزة الأمنية تتعقب كل من يقوم بفعل إجرامي يستهدف الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي".
وفي سياق متصل اتفق عدد من الباحثين الأميركيين على مركزية الدور الذي يتعين على دول الخليج ولاسيما السعودية القيام به من أجل عودة الاستقرار إلى اليمن. وقالت سوزان ميلوني الباحثة في مركز "سابان" لدراسات الشرق الأوسط، إن المملكة "تعد طرفا مقبولا من الجميع في اليمن وإن هذا يؤهلها للعب دور حاسم في وضع صيغة مقبولة لملامح المرحلة الانتقالية المقبلة". وأضافت "في تقديري فإن فرصة عودة الرئيس صالح إلى اليمن باتت ضئيلة للغاية، فقد رحل معه الكثير من أقاربه وأفراد أسرته. وعلى الرغم من أن ذلك لا يعد دليلا على التوصل إلى قرار بعدم عودته فإنني أعتقد أن الجميع يدركون أن هذا القرار بات مفهوما بصورة ضمنية".
وقال جون ماكلولن الباحث في معهد بروكينجز "إن هناك الآن أرضية مواتية لنجاح الجهود الخليجية لحل الأزمة وذلك بعد رحيل صالح". وتابع "لن يخلو اليمن من مواجهة هنا وأخرى هناك. ولكننا نتحدث عن الحالة العامة للبلاد. إن هناك فرصة الآن لمصالحة وطنية شاملة من أجل الحفاظ على مستقبل اليمن وتماسكه. وأعتقد أن بالإمكان بعث المبادرة الخليجية لحل الأزمة وضمان فترة انتقال سياسي هادئ".