مئات المواطنين توافدوا عصر أمس لجامع الملك خالد بأم الحمام للصلاة على شهيد الواجب العقيد عبد الجليل شارع العتيبي، حيث لا يبعد الجامع سوى أمتار قليلة عن مقبرة أم الحمام، التي استقر فيها جسد الشهيد.
وتقدم المصلين مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء والمشايخ والضباط والمسؤولين الذين قدموا تعازيهم لأسرة الشهيد العتيبي.
ووصف الأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد ، الشهيد العتيبي بـ"الزميل والصديق" داعياً الله أن يرحمه ويلهم أهله الصبر والسلوان، ويصبِّر زملاءه من دورة 42 جميعاً.
وقال للصحفيين بعد الصلاة ،جميعنا إخوان له من الضباط والزملاء، وقال "بالنيابة عنهم أنقل التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ونائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز".
وأضاف الأمير سعد: "أخي الأمير محمد بن نايف، كان متأثراً جداً – عندما صليت بجانبه – لأنه يتعامل مع هذه الأحداث بشكل يومي، وكان يعرف مقدار الرجال، وكان يقول إن الرجل لم يتوان أو يتراجع، حتى عندما أصيب في ساقه ثبت في موقفه، ولم يتراجع، وكان يحث زملاءه مشجعاً: أنتم أبطال ، دافعوا .. دافعوا". وختم الأمير سعد تصريحاته قائلا "إن المجرم نال جزاءه من رب العالمين" .
شرورة على قلب رجل واحد.. في الملمات
نجران: صالح آل صوان
لم يكن مشهد جامع أحمد بن حنبل في شرورة كالمعتاد في الأيام السابقة حيث اكتظ بأعداد كبيرة من المصلين الذين يرتدون الزي العسكري وليس زي حرس الحدود وحده.
المشهد غير المسبوق أثار سؤال أحد المصلين وهو يهم بدخول الجامع قائلا: هل هذا هو الجامع الذي سيصلى فيه على الشهيد براك الحارثي؟. وجاء الرد من مصل آخر: نعم هو الجامع ولكن رغبة الأجر وشعور الانتماء هو من جاء برجال القوات المسلحة- قادة وضباطا وأفرادا- ليواسوا الوطن وزملاءهم في حرس الحدود وبقية المسؤولين والمواطنين في الفقيد الحارثي.
ولأن القيادة الرشيدة لهذا البلد تهتم بمن يعيش ويعمل في "الحد" حتى ربما قبل اهتمامها بمن يقطن "الداخل"، أصبحت "شرورة" على قلب رجل واحد وتحولت إلى خلية نحل في جوانب عدة، فمطار شرورة زادت رحلاته غير المجدولة بأوامر "عليا" لنقل جثمان أحد شهداء أو لنقل أفراد عائلة آخر، إضافة لقدوم لجان التحقيقات والأطباء الشرعيين وذوي الشهداء والمصاب في حادثة الوديعة.
ولم يتوقف الأمر على المطار وصلاة الجنازة وإنما حفل المشهد العام بجوانب أخرى تمثلت في إشغال الاستراحات والفنادق، بعدما اجتمع شمل أجهزة الدولة، ليتلقى مسوؤلوها التوجيهات ويباشرون الأمر بخبرات عالية.
وكانت توجيهات أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز منذ اللحظة الأولى لإطلاق النار واضحة وهي التعامل بحزم مع الخارج على القانون ورعاية لأقصى الدرجات لأبناء الوطن من ذوي الشهيدين والمصاب بعد أن علم بتفاصيل العملية.