استشهد عقيد ورقيب بحرس الحدود، فيما أصيب ثالث أثناء مطاردة متسلل حاول الهروب إلى اليمن، حيث أطلق وابلا من الرصاص عليهم مستغلا ظلمة الموقع القريب من منفذ الوديعة الحدودي، فيما لقي الغادر حتفه رميا بالرصاص.
ووفقا للمتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، فإن دوريات حرس الحدود في قوة مراكز الوديعة بمنطقة نجران رصدت بعد منتصف ليلة أمس شخصا يحاول التسلل إلى الحدود اليمنية باستخدام سيارة جيب رباعية الدفع، حيث بادر بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن عند اقترابهم منه، وذلك من سلاح رشاش كان يحمله، مستغلا ظلمة المكان مما نتج عنه استشهاد العقيد عبدالجليل شارع العتيبي، والرقيب براك بن علي الحارثي، وإصابة الرقيب عبود بن فالح الأكلبي. وأشار التركي إلى أن رجال الأمن تمكنوا بتوفيق الله تعالى من متابعته حيث أدى تبادل إطلاق النيران معه إلى مقتله. وقال إنه سيتم الإعلان لاحقاً عن نتائج التحقيق الذي باشرته الجهات المختصة. إلى ذلك، كشف المتحدث الرسمي لحرس الحدود المقدم سالم السلمي، أن المتسلل الذي غدر باثنين من منسوبي حرس الحدود بشرورة تنطوي نفسه على صفات الغدر والعدوانية. وقال ل"الوطن" إن التحقيقات الأولية تضع احتمالات كثيرة، أهمها أن يكون ضمن قائمة المطلوبين أمنيا، لكننا لا نستطيع الجزم حتى انتهاء التحقيقات. وأشار إلى أن الكاميرات الحرارية رصدت تحركاته بالقرب من الحدود، فتم توجيه أقرب دورية إلى الموقع، لكنه استفاد من التستر خلف الظلام الدامس، وبادر الدوريات بإطلاق كثيف للنيران. من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة ل " الوطن"، أن رجال المجاهدين لفت انتباههم وجود أثر سيارة فى الموقع رغم قلة المارة فيه، مما جعلهم يتتبعونه حتى تم تحديد موقع السيارة ومن ثم قاموا بإبلاغ الجهات المختصة .
لا طلقات الحق التي خرجت من رشاشات رجال حرس الحدود، ولا طلقات الباطل التي أطلقها متسلل غادر، تمكنت من إيقاظ سكان مركز الوديعة (400 كم عن مدينة نجران)، عندما أقدم متسلل على محاولة الخروج من الحدود السعودية تسللاً إلى الحدود اليمنية، وهو مدجج بالسلاح، قبل أن تكشفه الكاميرات الحرارية، لتبدأ فصول المطاردة الأمنية التي استشهد خلالها ضابط ورقيب وأصيب رقيب آخر من رجال حرس الحدود، فيما لقي الغادر حتفه رمياً بالرصاص.
وفيما أكد عدد من الأهالي سماع أصوات الأعيرة النارية من قبل عدد محدود من "المتسمرة"، وهم الذين اختاروا أن يتسامرون ليلاً في الأحواش أو أمام المنازل، فإن الحادثة أيقظت ربما كل سكان منفذ الوديعة البري الذي شهد جزءه الغربي فصول المواجهة.
ووفقاً للمتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء مهندس منصور التركي، فإن دوريات حرس الحدود في قوة مراكز الوديعة بمنطقة نجران رصدت بعد منتصف ليلة أمس أحد الأشخاص أثناء محاولته التسلل من المملكة إلى الحدود اليمنية عبر الحواجز المعدنية والترابية الفاصلة باستخدام سيارة جيب رباعية الدفع، حيث بادر بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن عند اقترابهم منه، وذلك من سلاح رشاش كان يحمله، مستغلاً ظلمة المكان مما نتج عنه استشهاد العقيد عبدالجليل شارع العتيبي، والرقيب براك بن علي الحارثي، وإصابة الرقيب عبود بن فالح الأكلبي.
وأشار التركي إلى أن رجال الأمن تمكنوا بتوفيق الله تعالى من متابعته أثناء استمراره في محاولة التسلل، مستغلاً طبوغرافية وبيئة المنطقة وقربها من منفذ الوديعة الحدودي الذي لجأ إليه تحت ستار النيران الكثيفة التي واصل إطلاقها على رجال الأمن؛ باستخدام كمية كبيرة من الذخيرة التي كان ينقلها معه؛ حيث أدى تبادل إطلاق النيران معه إلى مقتله.
وقال التركي إنه سيتم الإعلان لاحقاً عن النتائج التي يتم التوصل إليها من التحقيق الذي باشرت الجهات المختصة إجراءه، سائلاً المولى الكريم أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.
شجاعة وتضحية
وعلمت "الوطن" أن المتسلل أوقف سيارته ذات الدفع الرباعي بالقرب من مركز تابع للمجاهدين غرب الوديعة "مركز سابق لحرس الحدود"، ثم ترجل من سيارته حاملاً سلاحه وكمية كبيرة من الذخيرة إضافة إلى "زرادية" بهدف قطع الأسلاك المعدنية التي قد تعترض طريقه في محاولته للهروب إلى اليمن، وما إن شاهد رجال حرس الحدود حتى بادر بإطلاق النار عليهم، مما أصاب العقيد عبدالجليل شارع العتيبي بطلق ناري لم يمنعه من مواصلة المطاردة، بعد أن رفض مقترح زملائه بالتوجه للعلاج في شرورة، قائلاً لهم "هي في اللحم".
من جهته، اطمأن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمس على رجل الأمن المصاب الرقيب عبود بن فالح الأكلبي الذي يتلقى العلاج في مستشفى شرورة العام جراء تعرضه لإصابات أثناء المواجهة مع المتسلل.
وقال الأمير مشعل بن عبدالله "إن ما قمتم به من عمل وتضحية في سبيل الوطن يدل على الإخلاص والتفاني لخدمة الوطن وقيادته الرشيدة". وأكد سموه أن ذلك هو محل تقدير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني .
تعازي القيادة
إلى ذلك، نقل مدير عام حرس الحدود اللواء الركن زميم بن جويبر السواط تعازي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لذوي أسرة الشهيدين العتيبي والحارثي.
وقال السواط في تصريح إلى "الوطن" إن الشهيدين من خيرة زملائهما في العمل، ولم يعرف عنهما إلا كل خير، مشيراً إلى أن الشهيد العقيد عبدالجليل العتيبي رفض طلب زملائه نقله إلى المستشفى بعد إصابته الأولى في الفخذ، وأصر على الاستمرار في ملاحقة المتسلل حتى أصيب بطلق ناري في صدره. كما أصيب الرقيب براك الحارثي بطلق ناري، واستشهد قبل نقله إلى المستشفى.
وأضاف اللواء السواط أن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف وجه بنقل جثمان العقيد العتيبي عبر طائرة خاصة من مطار محافظة شرورة إلى مطار الملك خالد بالرياض استجابة لرغبة ذويه.
غدر وعدوانية ومراوغة
وفي ذات السياق، كشف المتحدث الرسمي لحرس الحدود في المملكة المقدم سالم السلمي أن الشخص الذي غدر باثنين من منسوبي حرس الحدود بشرورة في حادثة الوديعة تنطوي نفسه على صفات الغدر والعدوانية ويجيد المراوغة.
وقال في اتصال مع "الوطن" إن التحقيقات الأولية تضع احتمالات كثيرة، أهمها أن يكون ضمن قائمة المطلوبين أمنياً للمملكة، لكننا لا نستطيع الجزم حتى الانتهاء من التحقيقات.
وأشار إلى أن الشخص حاول الخروج من الحدود بطريقة غير مشروعة من الداخل إلى الخارج، لكن الكاميرات الحرارية رصدت تحركاته بالقرب من الحدود، فتم توجيه أقرب دورية إلى موقع الحدث، لكنه استفاد من التستر خلف الظلام الدامس، وبادر دوريات حرس الحدود بإطلاق كثيف للنيران، حيث تولى قائد مراكز الوديعة العقيد الشهيد عبدالجليل العتيبي بنفسه المواجهة، واستشهد برفقة الرقيب براك بن علي الحارثي.
الروح فداء الوطن
في المقابل، أكد فالح الطريفي - زوج ابنة الشهيد العتيبي - أن خبر استشهاده أحدث صدمة نفسية كبيرة في نفوس أهله وذويه، لكن عندما علموا بتفاصيل استشهاده، وأن روحه ذهبت فداء للوطن خفف ذلك من حزنهم العميق على فراقه.
كما عبر والد الرقيب الشهيد براك بن علي بن براك الحارثي عن رضاه الكامل بقضاء الله وقدره بعد استشهاد ابنه في حادثة مجمع الوديعة الحدودي التابع لقطاع شرورة.
فيما قال شقيقه أحمد، إن آخر مرة سمع فيها صوت أخيه الشهيد براك، كان في مكالمة هاتفية السبت الماضي. وأضاف: كان يوصيني على أولاده، وتحدثنا عن العديد من أمور الحياة، وأبلغني السلام لوالدنا ووالدتنا.