بعد صراع قانونى وجدل أدبي استمر قرابة عام حول رواية "الغيوم" للأديب البلجيكي الراحل هوجو كلاوس، ومطالبة اثنين من أبنائه بحظرها ومصادرتها من الأسواق، انتصرت حرية النشر والأدب على قيود "الخصوصية" للسيرة الذاتية، وقالت محكمة بمدينة إنتورب البلجيكية إن الرواية لا تسيء إلى حياة الأديب، ولا تمثل أي "فضح" لحياته وأسراره الخاصة، ومن حق القراء الحصول عليها بحرية في المكتبات، ولأرملته حق نشرها.
وكان اثنان من أبناء هوجو، هما توماس وكريستل قد لجآ للمحكمة في دعوى ضد أرملة والدهما فيرلي، للمطالبة بمصادرة الرواية التي نشرتها بعد وفاته، وتغريمها خمسة آلاف يورو عن كل يوم تواجدت فيه الرواية بالمكتبات، بزعم انتهاك الرواية لخصوصية والدهما بعد وفاته، وأن لديهما الحق الأخلاقي في منع الكشف عن تفاصيل حياته ومرضه، في أيامه الأخيرة، لأن فيرلي قامت بجمع صفحاتها ونشرها، وأن الرواية تعرض لحياة هوجو جنباً إلى جنب مع حياة أبناء الفلاندرن (ناطقي اللغة البلجيكية بالبلاد)، وإلى ذكرياته مع الحرب العالمية الثانية، كما استعارت الأرملة مقتطتفات من أرشيفه ومذكراته.
يذكر أن الأديب هوجو (1929 - 2008) يعد الأشهر على الإطلاق من الأدباء المعاصرين البلجيك، وعرف كأديب وفنان ومثقف شامل، فهو يكتب الشعر والقصة، ويرسم، ويعد سيناريوهات الأفلام، ويصدر الكتب الفكرية بجانب المسرحيات، وعندما أصيب بمرض الزهايمر في آخر أيامه، فضل الانسحاب من الساحة الأدبية، وتوفي عن عمر يناهز 78 عاماً في مدينة إنتورب ، فيما بادرت زوجته فيرلي، التي كانت مديرة لأعماله، بادرت قبيل رحيله، وبالتحديد عام 2007 بمساعدته في إعداد صفحات روايته الأخيرة "الغيوم"، التي تتضمن سيرته الذاتية وذكريات من حياته، بما في ذلك المرض الذي أصابه، والمفارقات الحياتيه التي واجهها مع أوقات النسيان.
ولهوجو أكثر من 80 ديواناً، و34 رواية وقصة رومانسية، وحصل على أكثر من 60 جائزة أدبية، وله أكثر من 20 سيناريو، بجانب الأعمال المسرحية الرائعة، ومن أشهر روياته: العار، عاشق جراد البحر، باردو.
وهكذا أصبح من حق قراء اللغة الهولندية اقتناء "الغيوم"، للاطلاع على حياة هوجو وتفاصيلها الأكثر درامية حتى لحظاته الأخيرة.