من يصدق أن الاتحاد، ذاك الفريق الكبير الذي نافس على نيل البطولات طيلة عقد ونصف العقد، حقق فيها ما لم يحققه في بقية عمره المديد، أصبح في مهب الريح تتلاطمه الهزائم وتوجعه جحود بعض أبنائه، هذا النادي الذي لا تكمل فيه أي إدارة أكثر من موسم وحيد لتجد أن الدوائر قد دارت عليها وأصبحت تنشد الهروب من الواقع الأليم.
إدارات نادي الاتحاد، خصوصا إدارات المرزوقي وعلوان والجهني جابهت ولا تزال تجابه حركات تمرد وعصيان غير معلنة من أطراف عديدة محيطة بالنادي تؤثر كثير على سيره وتجعل من استقرار العمل الإداري شيئا مستحيلا، حيث تشغل هذه المنغصات إدارة النادي كثيرا في محاولة حلها، مما يشتت الإدارة عن العمل المنظم ويجعلها تعمل دائما تحت الضغط.
وبالطبع هناك من يمارسون التأثير على لاعبي الفريق بطرق عديدة تهدف إلى إحراج الإدارة بتردي النتائج، وتؤدي إلى الاستغناء عن المدربين بحثا عن إصلاح الخلل .. أسلوبهم في السنة الماضية كان عدم فوز الفريق، وفي نفس الوقت لا يخسر، لذا تعادل الاتحاد حينها في 12 مباراة مقابل هزيمة وحيدة. أما في هذا الموسم فكان موسما استثنائيا، حيث تعادل في 4 مباريات وخسر حتى الآن في 9 مباريات قابلة للزيادة في الأسابيع الستة المتبقية من عمر الدوري.
هذا التغير التكتيكي في أسلوب عرقلة النادي يظهر بجلاء أن هناك سعيا حثيثا نحو إعادة النادي نحو سنين الحرمان من البطولات بعد أن فقدوا الأمل في العودة إلى مسك زمام الأمور في النادي من جديد، وبكل أسف أن بعض الشخصيات الاتحادية الكبيرة تم خداعها وتحييدها عن النادي بعد أن نال بعضهم ما ناله من حرب إعلامية من الإعلام الموجه التابع لهم، فخاف البقية أن يقعوا ضحايا جددا لهؤلاء المخربين، فآثروا السلامة والابتعاد عن الاصطدام، والبعض الآخر استسلم بعد أن وجدوا أنفسهم وحيدين أمام منظومة من العمل التخريبي.
هذا التخريب الدائم أوصل الاتحاد إلى السير بدون معالم واضحة لإدارته، باستثناء رئيس النادي المنتخب، حيث تخرج الأسماء التي بدأ بها إدارته الواحد تلو الآخر لأسباب مجهولة، لتضارب الأنباء حول كل واحد منهم.
فيا أيها الاتحاديون التفتوا إلى ناديكم الكيان وحافظوا على مكتسباتكم واجعلوا كلمتكم كلمة رجل واحد، حتى وإن اختلفت الآراء وتعددت، ولكن تبقى مصلحة النادي مقدمة على كل شيء آخر، ليعود لنا الاتحاد الذي نعرفه جميعا في السنوات الأخيرة.
عناوين أخيرة:
- طار الهلال بكأس ولي العهد كأول كأس باسم الأمير نايف وأولى بطولات الموسم، وهو الفوز الخامس على التوالي له بهذه البطولة كرقم قياسي غير مسبوق. فهنيئا للزعيم هذا الإنجاز.
- الهلال دون أجانب أفضل وأقوى وأكثر حضورا وإمتاعاً، ويظهر قادراً على الأداء بتكامل من حيث السرعة والمهارة والتكتيك.
- ماذا يريد الكوريون؟ لا يتحملون الضغوط أبدا و يأخذون حقهم بأيديهم مباشرة، بدء من كوري الاتفاق ثم الهلال وأخيراً كوري النصر، يبدو أن تعاملهم مع الآخرين بعكس ما يظهر على وجوههم من براءة أحيانا.
- سالم الدوسري موهبة من عيار فلتة تحتاج إلى محافظة ورعاية مركزة لإبعاده عن المؤثرات التي تصاحب الشهرة المفاجئة، كما هو الحال مع نواف العابد وسلمان الفرج وسلطان البيشي الذين قدموا موهبتهم للجماهير السعودية.
- بعد انتقادات عديدة طالت القناة الرياضية السعودية بسبب عدم إعادة عرض مباراة نهائي كأس ولي العهد خرج علينا غانم القحطاني مساعد مدير القنوات الرياضية السعودية عبر تويتر وذكر أن المباراة أعيدت 4 مرات في القناة الرياضية في أوقات غريبة تعتبر ميتة، حيث أعيدت صباح السبت وعصره وفجرالأحد وصباحه، ثم استدرك في تغريدة أخرى أن عدم عرضها في أوقات مناسبة للجماهير كان بسبب وجود برامج أخرى مباشرة.. والسؤال: لماذا لم تتم إعادتها في القنوات الخمس الباقية؟.