تتواصل المساعي الأميركية الرامية لإيجاد أرضية تصلح أساساً للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للاتفاق حول قضايا الحل النهائي وتجاوزأية عقبات تعترضها قبل حلول شهر سبتمبر القادم الذي يعتزم الفلسطينيون التقدم فيه بطلب للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما تسعى الإدارة الأميركية لمواصلة انفرادها بعملية الوساطة وعدم إتاحة الفرصة لأي مسعى أوروبي لاستبدال دور الولايات المتحدة في هذه العملية.
وفي هذا الصدد عقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون سلسلة من اللقاءات المنفصلة مع مفاوضين فلسطينيين برئاسة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وإسرائيليين برئاسة إسحق مولخو، كما انشغل القائم بأعمال المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل بعقد لقاءات مماثلة استناداً على المبادئ التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخراً.
ونفى عريقات وجود محادثات مع الإسرائيليين وقال في اتصال هاتفي لـ "الوطن" من واشنطن "جئنا لتسليم رسالة من الرئيس عباس للإدارة الأميركية، ولم نعلم بوجود المفاوض الإسرائيلي إسحق مولخو هنا إلا من وسائل الإعلام. لم نلتق به واقتصرت لقاءاتنا على الجانب الأميركي".
وكشف عريقات أن اجتماع الوفد الفلسطيني مع كلينتون الاثنين الماضي تطرق للبحث في موضوع التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن في سبتمبرالقادم، إضافة للمصالحة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية القادمة، وأن لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين شملت وزيرة الخارجية وهيل ومساعد الرئيس دينيس روس، إضافة إلى أعضاء الكونجرس الأميركي جون ماكين وجوزيف ليبرمان وجون كيري.
وأضاف عريقات "نقلت إلى المسؤولين في الإدارة الأميركية رسالة من الرئيس عباس تؤكد أن المصالحة الفلسطينية هي مصلحة وطنية عليا تمهد الطريق إلى حل الدولتين، وستضم الحكومة المرتقبة شخصيات مستقلة لا أعضاء من الفصائل الفلسطينية، ولن تكون حكومة محاصصة بين فصائل وإنما ستكون من شخصيات مستقلة، وستعمل على إعادة إعمار قطاع غزة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وستلتزم بتنفيذ برنامج يحدده الرئيس عباس".
وأبدى عريقات استعداد بلاده للعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات إذا وافقت الحكومة الإسرائيلية على مبدأ الدولتين وعلى حدود 1967.
وتسعى الولايات المتحدة جاهدة إلى تجاوز موقف محرج قد تجد نفسها مضطرة إليه في سبتمبر القادم إذا تقدم الفلسطينيون بطلبهم لمجلس الأمن للاعتراف بدولتهم، إذ يتعين على الولايات المتحدة أن تقف بمفردها في مواجهة غالبية الأعضاء واستخدام حق النقض ضد طلب يراه الآخرون عادلاً ومبرراً في ظل التعنت الإسرائيلي. وهو موقف مشابه لما سبق أن اتخذته الولايات المتحدة في شهر فبراير الماضي عندما استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار فلسطيني بإدانة الاستيطان بعد أن فشلت تهديداتها للفلسطينيين الذين حصلوا على مساندة 14 دولة أخرى في المجلس.
وفي ما يختص بالمبادرة التي طرحها وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ونالت موافقة الفلسطينيين ولم تعلن إسرائيل موقفها الواضح منها، فقد أعلنت الولايات المتحدة تحفظها على الفكرة، حيث رحبت بها كلينتون بحذر، مشيرة إلى ضرورة القيام بما أسمته "عملا تحضيريا هاما"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "ستنتظر لترى".
ومن جانبه رحب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون بالموقف الأميركي، مشيراً إلى تقارب الموقف الإسرائيلي مع تصريح كلينتون.