تسببت أزمة بين 3 جهات في المنطقة الشرقية، خلقتها "مهابط طائرات" الإسعاف الطائر، في حرمان أكبر مناطق المملكة من حيث المساحة وعدد المدن ذات الكثافة السكانية العالية، من طائرة عمودية ثالثة كانت ستحصل عليها المنطقة إلى جانب طائرتين في المرحلة التشغيلية الأولى.

هيئة الهلال الأحمر السعودي، ترى أن تأخر كل من أمانة المنطقة الشرقية والشؤون الصحية في توفير مهابط للإسعاف الطائر، دفعها لتقليص عدد الطائرات إلى طائرتين فقط بدلا من 3 طائرات كانت ستحصل عليها المنطقة في المرحلة الأولى التشغيلية. بينما ترغب صحة الشرقية في عدم تحمل تكاليف إنشاء المهابط، والاكتفاء فقط بتسليم المواقع للهيئة.

وتتمثل خطة الهيئة في توفير 28 طائرة "هليوكوبتر" إضافة إلى توفير من 4 إلى 6 طائرات متوسطة المدى بتكلفة 690 مليون ريال لتغطية مختلف مناطق المملكة خلال 4 أعوام، حيث بدأ الإسعاف الطائر تقديم خدماته في الرياض غرة محرم من عام 1431، فيما بدأت الخدمة في منطقة مكة المكرمة خلال موسم الحج العام الماضي، حيث تقدم الخدمة الإسعافية الجديدة خدماتها وفق 3 مستويات هي المستوى القصير، والمتوسط، والبعيد، ويراد بالمستوى القصير أن الطائرات تقطع مسافات تراوح بين نحو من 100 إلى 120 كيلو مترا تقريبا من نقطة الانطلاق، بحيث يكون الوصول إلى الموقع ونقل المريض خلال ساعة، أما المستوى المتوسط فيعني الطائرات التي ستسير من 400 إلى 500 كيلو متر وهي ثابتة الجناح وتصل للمواقع المعبدة والمحددة وليس شرطا أن تهبط في مهابط مطارات كما كان متعارفا عليه في السابق، وبالنسبة للمستوى البعيد فستستخدم طائرة الإسعاف الطائر في الكوارث والحالات الطارئة.

وكانت هيئة الهلال الأحمر السعودي، طلبت من الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية توفير مهابط طائرات في غالبية مستشفيات المنطقة، كمطلب من المطالب الأساسية لتشغيل خدمة الإسعاف الطائر، إلا أن هذه المهابط ـ وبحسب المتحدث الرسمي للهيئة ـ لم يتم إنشاؤها حتى الآن بينما يعمل الإسعاف الطائر بأداء مميز منذ بدء تشغيله في منطقتي الرياض ومكة المكرمة.

وقال المتحدث الرسمي للهيئة أحمد باريان لـ"الوطن" أمس، إن الهيئة كانت تنوي اعتماد ثلاث طائرات لخدمة المنطقة الشرقية قبل أن يتم اعتماد طائرتين فقط، فيما عملت الهيئة خلال فترة الحج إلى تحويل الطائرة الثالثة التي كان من المفترض أن تخدم المنطقة الشرقية إلى المدينة المنورة، التي كانت قد شهدت تحطم أول طائرة تابعة لها. وقد امتنع باريان عن التعليق حول تأخر أمانة المنطقة الشرقية في تحديد مهابط للطائرات الإسعافية داخل المدن وعلى الطرق السريعة.

أما الناطق الإعلامي بصحة الشرقية أسعد سعود، فقال لـ"الوطن" أمس، إن عددا من المستشفيات توجد بها مهابط جاهزة للاستخدام مثل مستشفيات الملك فهد التخصصي بالدمام، والخفجي العام، وعريعرة، كما توجد مستشفيات فيها أراض فضاء يمكن تسليمها إلى الهيئة لإنشاء مهابط فيها مثل مستشفيات النعيرية، وقرية العليا، وبقيق، والجبيل، وكذلك مستشفى القطيف المركزي.

وعلى الرغم من تشغيل خدمة الإسعاف الطائر في منطقتي الرياض ومكة، إلا أن قضية مهابط الإسعاف الطائر مازالت في طور الأفكار لدى صحة الشرقية دون دخولها حيز التنفيذ. حيث يقول الناطق الإعلامي بصحة الشرقية، إنه سيتم إنشاء مهبط فوق سطح الإسعاف الجديد بمجمع الدمام الطبي كحل موقت، فيما سيتم إنشاء المهبط الدائم بعد انتقال عيادات العيون إلى مقرها الجديد وإزالة المباني الحالية حيث إن موقعها قريب إلى الإسعاف، علماً بأنه يمكن إنشاء مهابط كأدوار علوية فوق سطح المساحات المخصصة للمواقف بحيث لا يتسبب إنشاء المهبط بإلغاء المواقف ولتكون قريبة من أقسام الإسعاف.

وعلل سعود العوائق التي تعانيها صحة الشرقية في إنشاء المهابط بضيق المساحات المفتوحة في المستشفيات نتيجة التوسعات الكثيرة التي تمت فيها، قائلاً إن المديرية تحاول جاهدة حل "مشكلة" المهابط بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي.

"الوطن" وعلى مدى 3 أسابيع، حاولت الحصول على تعليق من أمانة المنطقة الشرقية حول هذا الموضوع، إلا أن إدارة العلاقات العامة والإعلام بالأمانة لم ترد على استفسارات "الوطن"، ليأتي بعد إلحاح رد المتحدث الإعلامي بالأمانة محمد الصفيان، قائلاً "لا علاقة للأمانة بهذا الأمر".