ليس مهما عند عشاق الأهلي من الذي يسجل الأهداف للفريق، بقدر أهمية أن يكسب كل مباراة من مبارياته المقبلة في دوري زين، ليبقى في دائرة المنافسة على لقب طال انتظاره، وهو لقب الدوري.
هناك من يصف الجمهور ـ أي جمهور ـ بأنه اللاعب "رقم 12"، حتى غيّر جمهور الأهلي هذه النظرية، وأكد بالقول والفعل أن الجمهور يمكن أن يكون اللاعب "رقم 1"، وهذا ما أثبته جمهور النادي الملكي في هذا الموسم.
ولعل ما يميز الأهلي في هذا الموسم عن كل مواسمه السابقة، رغم أن الجهود التي تبذل لا تختلف عن التي كانت تبذل فيما قبل، إلا أن التوافق في الرؤية الواحدة بين هيئة أعضاء الشرف التي يرأسها الخبير الأمير خالد بن عبدالله، وبين إدارة النادي التي يرأسها الأمير الشاب فهد بن خالد، قادت الأهلي إلى أن يجلس على مقعده الحقيقي.
وقد اكتملت هذه الرؤية مع وجود جمهور يعرف أدواره، ويقدم دعمه الكبير لناديه، حتى بات الرقم الصعب في الدوري، زاد على ذلك تقديم الرابطة لفكر جديد نتج عنه نشيد النادي الذي تميز بكلماته الهائمة عشقا بالأهلي، ولحنه المميز كمحاكاة لأندية عالمية كبيرة.
ليس ذلك فحسب، بل إن كل ملاعب الوطن تتغنى بكلمات سفير الوطن، فأينما شرق الفريق أو غرب، يتواجد جمهور الأهلي خلف فريقه، يفرح إن فاز، وإن خسر وقف محييا لاعبيه على جهدهم وعطائهم، وتلك أفعال لا تفعلها إلا الجماهير المتحضرة.
المشهد في مدرج الأهلي قصة تدرّس، وأكبر دليل ما فعله الجمهور في الدقيقة السابعة من مباراة الفتح، وبعد مواجهة الفيصلي، كتأكيد على أن الجمهور أصبح واعيا، وأنه يمثل خط الدفاع الأول لفريقه وناديه، وأول داعم للاعبيه.
أعتقد أن إدارة الأهلي تتابع وتفهم لعبة الخارج التي يصر أصحابها ومتبنوها على ضرب علاقة فيكتور بجمهور ناديه، وأنه لم يعد لاعبا مهما في قائمة الفريق، وهدفهم من ذلك التأثير على اللاعب والجمهور.
وهم إن نجحوا في تمرير هذا الهدف، فإن الخاسر في النهاية هو الفريق الذي يخطط على هدف أكبر من أهداف هؤلاء الذين لم يجدوا عيبا في الأهلي، غير محاولة ضربه من الداخل، وهم واهمون كثيرا.
ويقيني بأن فيكتور جدير بأن يكون هداف الدوري، وهو متصدر القائمة حتى الآن بعد انتهاء الجولة العشرين، رغم غيابه عن التسجيل في المباريات الأخيرة، كما أن عماد الحوسني هو الآخر هداف بالفطرة.
وهذا العماني الجميل صاحب عبارة في "السمبتيك" لم أره من خلال متابعتي لكل المباريات التي لعبها مع فريقه، إلا مقدما زملاءه على نفسه، ولا سيما زميله في خط الهجوم فيكتور سيموس، فأعطاه الله على قدر نيته الطيبة، فأصبح ثالث الهدافين في الدوري السعودي.
ولا أدري ماذا يريد حكام المباريات من فيكتور، فتعاملهم معه، وقسوتهم عليه حرمته من أربعة أهداف، كان آخرها هدفه الصحيح في مرمى الفيصلي، ورغم ذلك سيعود فيكتور لأنه من فصيلة الهدافين الكبار.
بقي أن أقول شكرا لرجل الأهلي الأول، الأمير خالد بن عبدالله، وشكرا لرئيس الأهلي على هديتهما الغالية للنادي المتمثلة في اللاعب محسن العيسى، والتي أنهاها النادي بلا ضجيج، وجاءت لتؤكد "بعد النظر" الذي لا يجيده غير الأهلي ورجاله.