قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 الذي وصلت فيه قوات الاحتلال إلى أول عاصمة عربية، كانت الحجة التي ساقتها تل أبيب آنذاك المحاولة الفاشلة لاغتيال سفيرها في لندن، واتهام منظمة التحرير الفلسطينية بالمحاولة.ما نخشاه أن تكون التهم التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسؤولية حزب الله وإيران، عما جرى ضد السفارتين الإسرائيليتين في نيودلهي وتبليسي، محاولة مفضوحة لتبرير اعتداء كبير على لبنان، بعد أن خفتت طبول الحرب التي كان يقرعها الإسرائيليون ضد إيران، بطلب من الإدارة الأميركية. في ظل ما يجري في لبنان ومن حوله، ستكون إسرائيل مرتاحة في عدوانها غذا ما حصل، مما يحتم على اللبنانيين استباق ما يمكن أن يحصل، بتحصين ساحتهم الداخلية وهم يحتفلون بالذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتحقيق أمانيه التي تجسدت بالسيادة والحرية والديموقراطية.
إلا أن ما يجري على الساحة السياسية اللبنانية لا يبشر بالخير، بعد أن توزعت قواه بين مجموعات متنافرة لا رابط بينها سوى توزيع الاتهامات يمنة ويسرة، لا جامع بينها سوى سوق الاتهامات بالفساد والإفساد، يكون المواطن العادي وقودا لنارها، فيما لو تجمعت القوى لأخرجت البلد من أتون ديونه المتراكمة التي سببتها نتائج 15 سنة من الحرب الأهلية والارتهان إلى جهات إقليمية وخارجية.