بدأ نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ممارسة مهامه، عارضا على المعارضة سحب القوات من ضاحية الحصبة التي شهدت معارك عنيفة إضافة إلى رفع الحواجز عن الطرق الرئيسة المؤدية إلى العاصمة، فيما أفادت مصادر طبية أن الرئيس علي عبدالله صالح استعاد وعيه بعد جراحة ناجحة أجريت له في الرياض أمس.
واجتمع هادي أمس مع القادة العسكريين ومنهم أبناء صالح وأبناء إخوته. كما اجتمع مع السفير الأميركي في صنعاء، وبحث معه احتواء التداعيات الناجمة عن الفراغ الدستوري بغياب صالح ورئيس البرلمان يحيى الراعي ورئيس الحكومة الدكتور علي مجور ونائبيه الدكتور رشاد العليمي والأمين صادق أبو راس، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، الذين أصيبوا في محاولة اغتيال صالح يوم الجمعة الماضي.
وفيما ذكرت المعارضة أنها ستعمل بكل جهدها لعدم عودة صالح ، أكد مسؤول في الحزب الحاكم أن الرئيس سيعود إلى البلاد خلال أيام.
وقال مسؤول سعودي لوكالة "فرانس برس" إن الرئيس اليمني "سيعود إلى صنعاء بعد أسبوعين من التأهيل الطبي".
خضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لعملية جراحية في المستشفى العسكري في الرياض أمس إثر إصابته جراء القصف الذي استهدف مقره الجمعة الماضي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" عن مصدر سعودي لم تسمه، أن حالة صالح "أسوأ مما كان يتوقع" وسط حديث عن إصابته بشظية استقرت قرب قلبه إضافة إلى إصابات في الرأس والرقبة والصدر.
وكان بيان من الديوان الملكي السعودي أفاد في ساعة مبكرة من صباح أمس أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، استجاب لرغبة الإخوة في اليمن، ووافق على علاج الرئيس اليمني ومسؤولين آخرين ومواطنين في الرياض بناء على توصية من فريق طبي سعودي سافر إلى صنعاء لفحص صالح. وأهاب البيان بالأطراف كافة ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن الشقيق مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال.
إلى ذلك نفى مصدر مقرب من الرئاسة صحة الأنباء التي تحدثت عن سفر أسرة الرئيس صالح بعد خروجه للعلاج في المملكة، مشيرا إلى أن من سافر معه مسؤول الحماية الخاصة وأحد أبنائه. كما أفاد المسؤول بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي أمس أن صالح سيعود لليمن خلال أيام. لكن المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان أعلن أمس أن المعارضة ستعمل بكل قوتها لمنع صالح من العودة، مؤكدا الاستعداد للتعاون مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وبالفعل باشر هادي أولى مهامه الدستورية بلقاء سفير الولايات المتحدة بصنعاء جيرالد فيرستاين وبحث معه تطورات الأوضاع في البلاد واحتواء التداعيات الناجمة عن الفراغ الدستوري الكبير بغياب صالح ورئيس البرلمان يحيى الراعي ورئيس الحكومة الدكتور علي مجور ونائبيه الدكتور رشاد العليمي والأمين صادق أبو رأس، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، الذين أصيبوا في محاولة اغتيال صالح.
كما أعلن البيت الأبيض أمس أن كبير مساعدي الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، جون برينان تحدث أول من أمس مع هادي. وامتنع المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور عن الإدلاء بمزيد من التنفاصيل. لكن مسؤولا بإدارة أوباما قال إن واشنطن تعتقد أن هادي ينظر إليه بشكل إيجابي داخل اليمن.
إلى ذلك، نفى مصدر يمني صحة تشكيل مجلس أمني أو عسكري لإدارة البلاد، مشيراً إلى أن هادي يقوم بمهام الرئيس وفقا للدستور.
وقال زعماء بالمعارضة إن هادي دعا أمس القبائل للالتزام بالهدنة، وعرض أيضا سحب القوات من منطقة الحصبة في صنعاء التي شهدت مواجهات مع أنصار الشيخ صادق الأحمر، وأيضا رفع الحواجز من على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة والمدن الأخرى.
وفيما شيع أمس جثامين عدد من القتلى الذين سقطوا في أحداث الجمعة، وجميعهم من الحرس الخاص، خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في عدد من المدن للاحتفال برحيل صالح. وهتف عشرات المتظاهرين في ساحة الاعتصام بصنعاء "حرية حرية اليوم عيد الحرية"، فيما هتف آخرون "خلاص، سقط النظام".
أما في تعز (جنوب صنعاء)، فنظم الآلاف مسيرة وصلت إلى ساحة الاعتصام التي احتلوها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك، ألقى الجيش اليمني باللوم على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الهجوم الصاروخي على قصر الرئاسة في صنعاء الجمعة الماضي.
وقتل شخصان على الأقل وأصيب 15 آخرون في صنعاء أمس عندما انفجرت قذيفة في مقر قيادة الفرقة المدرعة الأولى التابعة للواء علي محسن الذي يدعم المعارضة اليمنية. وقال مصدر عسكري إن الواقعة ربما تكون حادثا.