توقف أمس تدفق العمالة الباكستانية إلى أبواب البريد بجميع فروعه في منطقة المدينة المنورة، بعد أن تدافعوا لإرسال خطابات عبر مكاتب البريد للظفر بمنحة مخصصة للجالية الباكستانية خلال الأيام الخمسة الماضية، ما استدعى استعانة الجهات الأمنية والحراسات الأمنية الخاصة بمترجمين لإفهامهم بأنها شائعة.

الشائعة التي انجرف وراءها أكثر من 21 ألف مقيم من الجنسية الباكستانية، تمكنت من رفع إيرادات البريد في منطقة المدينة المنورة بمبلغ تجاوز سقف المليون ريال من خلال إرسال برقيات وخطابات عبر البريد الممتاز بمبلغ 50 ريالا.

ولم تنحصر الفوائد على البريد فحسب، بل استغل عدد من الشباب الموقف، وأقاموا سوقا سوداء لبيع الخطابات الجاهزة أمام بوابات أفرع البريد في المنطقة باللغتين العربية والأوردية تجاوزت قيمة الورقة الواحدة 30 ريالا.

وحاول بعض موظفي البريد تبرئة جانبهم من الشائعة، وأكدوا أنهم حاولوا إفهام العمالة الوافدة بأن المكرمة يحتمل أن تكون مجرد شائعة. كما ذكروا أنهم استعانوا بمترجم يوضح لهم الأمر باللغة الأوردية غير أنهم فضلوا مواصلة المغامرة.

وأضافوا أن عدم استقبال طلبات الوافدين يعتبر مخالفا لنظام البريد وتحجيما للحريات.

من جهته، أكد مدير البريد السعودي بالإنابة في المدينة المنورة عبدالله المزروعي، أن مراكز وفروع البريد بالمدينة شهدت إقبالا كبيرا خلال الأسبوع الماضي استدعى تدخل إدارة مركز الخدمة بالبريد لمساندة مراكز البريد في المدينة، خصوصا مراكز البريد في المنطقة المركزية كدعم موظفين.

وبرأ المزروعي جانب البريد من الشائعة في تصريحه لـ"الوطن". وقال "من نسب شائعة المكرمة للبريد عليه أن يثبت"، مشيرا إلى أنه في حال ثبوت تورط أحد موظفي البريد أو علاقته بشائعة مكرمة الجالية الباكستانية، فسيحال للرقابة والمتابعة بإدارة البريد، وتتخذ ضده الإجراءات النظامية.

وأضاف المزروعي أن موظفي البريد مجرد واسطة بين المرسل والمستقبل، وليس من شأنهم التحقيق مع المرسل أو مراجعته ولو قام موظف البريد بتصرف فردي وكف يده عن استقبال طلبات المرسلين بأي حال من الأحوال فيعتبر مقصرا.