طلب مجلس الأمن الدولي من السودان سحب قواته من أبيي ووضع حد لأعمال النهب والهجمات في هذه المنطقة المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه. وقالت الأمم المتحدة إن حوالى 60 ألف شخص قد فروا من المنطقة إلى جنوب السودان. ووصفت الدول الأعضاء في المجلس في بيان العمليات العسكرية التي قامت بها حكومة الخرطوم في أبيي بأنها "انتهاك خطير"لاتفاق السلام الموقع مع جنوب السودان. وذكر البيان أن مجلس الأمن الدولي "يطلب من الحكومة السودانية الانسحاب فورا من منطقة أبيي ويطلب الانسحاب الفوري لكل العناصر العسكرية من أبيي". وأضاف أن "المجلس يدعو القوات المسلحة السودانية إلى وضع حد فوري لمجمل أعمال النهب والحرائق والتهجير القسري للسكان". وقال البيان إن "مجلس الأمن يدين بقوة فرض الحكومة السودانية وممارستها إشرافا عسكريا على منطقة أبيي الأمر الذي كان من نتيجته نزوح عشرات آلاف السكان". وحذر المجلس في البيان من أن جميع الذين انتهكوا القانون الدولي "سيحاكمون".
ومن جهته أبدى الرئيس السوداني عمر حسن البشير لهجة تصالحية مع الجنوب بعد نحو أسبوعين من سيطرة قواته على أبيي. وقال البشير إنهم استطاعوا التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب التي بدأت عام 1955، مشيرا إلى أنه ينبغي ألا تكون هناك قضية صعبة لدرجة لا يمكن حلها من خلال المفاوضات. وأضاف أنه من الأفضل الجلوس والمناقشة والتشاور. وقال إنه يريد "علاقات أخوية" بين الشمال والجنوب. واعتبر دخول الجيش السودانى أبيي "رسالة للحركة الشعبية"، مبديا استعداده للتعاون مع الدولة الوليدة في جنوب السودان.