قتل 6 جنود أطلسيين وضرب سائح أميركي حتى الموت، تزامنا مع زيارة مفاجئة لوزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إلى كابول، ومع الإعلان عن مقتل الزعيم البارز في القاعدة قائد اللواء 313 إلياس كشميري بغارة أميركية.

وأعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيانين منفصلين أمس عن مقتل 4 من جنوده بانفجار قنبلة شرق أفغانستان، واثنين آخرين بمواجهة في الجنوب.

كما قتل مدني أميركي إثر تعرضه لضرب مبرح رميا بالأحجار والأخشاب من قبل مواطنين بمنطقة خنج التابعة لولاية بنجشير شمال أفغانستان. وأكد رئيس مجلس شورى الإقليم عطاء محمد أميري أن مواطنين غاضبين هجموا على الأميركي حينما كان في سياحة بالمنطقة برفقة أميركية، بعد أن أصاب أفغانياً بالرصاص إثر اصطدام حمار الأفغاني برفيقته الأميركية التي سقطت في الوادي بالخطأ.

إلى ذلك، وصل جيتس إلى كابول في زيارة لأفغانستان، هي الأخيرة له قبل أن يتخلى قريبا عن مهامه. وقال جيتس إنه قد تجرى محادثات سياسية مع حركة طالبان بحلول نهاية العام الجاري، إذا استمرت قوة الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في تحقيق تقدم عسكري مما يضع ضغوطا على المتمردين. وفي أوضح إشارة على الجهود الرامية إلى السعي للمصالحة مع طالبان، قال جيتس خلال مؤتمر أمني في سنغافورة أمس إن الانتصارات في أفغانستان وضعت الأساس لإجراء محادثات مع المتمردين.

وفي الشأن الباكستاني، أكدت مصادر أطلسية وحركة الجهاد الإسلامي أمس، مقتل القائد البارز في تنظيم القاعدة وقائد اللواء 313 إلياس كشميري ومعه 8 آخرون، بغارة شنتها طائرات أميركية دون طيار أول من أمس على منطقة وانا عاصمة وزيرستان الجنوبية. وكان كشميري أحد المطلوبين للعدالة الأميركية ضمن قائمة تضم 5 أشخاص قدمتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للحكومة الباكستانية في زيارتها الأخيرة لإسلام أباد. وبقية المطلوبين هم أيمن الظواهري، والملا محمد عمر، وسراج الدين حقاني، وعطية عبدالرحمن. وطلبت كلينتون اعتقال كشميري وقائد حركة طالبان الملا محمد عمر في موعد أقصاه يوليو المقبل، وهددت بأنه في حالة عدم اعتقالهما أو قتلهما فإن القوات الأميركية في أفغانستان ستقوم بهجوم كاسح على وزيرستان.

وكشميري متورط بالهجوم على مومباي في 26 نوفمبر 2008، وخطط للهجوم على قاعدة مهران البحرية بكراتشي في 22 مايو الماضي. كما أنه أحد القيادات النشطة في الشطر الهندي من كشمير. وشكل منظمة "اللواء 313"، الجناح العسكري لتنظيم القاعدة في جنوب آسيا، من 6 منظمات هي: حركة طالبان باكستان، ولشكر جهنكوي، وحركة الجهاد الإسلامي، ولشكر طيبة، وجيش محمد، وجند الله.

وتفيد مصادر باكستانية أن كشميري كان يخطط لاغتيال شخصيات سياسية بينها رئيس الجمهورية آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ورئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق كياني.

وما يجعل اللواء 313 خطيرا هو أن كشميري متغلغل بالجيش الباكستاني ويقوم بتجنيد العناصر الإسلامية العسكرية من المتقاعدين من الخدمة العسكرية. وهذا الأمر يفسر نجاح اللواء 313 في استهداف المراكز الرئيسية للمخابرات العسكرية في لاهور وراولبندي وبيشاور وكويتا. ويرتبط اللواء 313 أيضا بالعرب الأفغان من جنسيات مختلفة لاسيما من المصريين وأعضاء الجهاد الإسلامي. كما يرتبط كشميري بعلاقات مميزة مع شبكة سراج الدين حقاني التي تنشط في وزيرستان الشمالية.

وفي السياق، قتل 26 مسلحاً من حركة طالبان وأصيب العشرات بعملية عسكرية في منطقة دير العليا الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية.

وفي منطقة القبائل، نسف مسلحون يعتقد أنهم من طالبان أمس مدرسة ابتدائية للبنين في بلدة بارا بمقاطعة خيبر القبلية. وأوضحت مصادر أمنية أن المسلحين نسفوا وأحرقوا حتى الآن نحو 42 مدرسة في مقاطعة خيبر وحدها.