أكد المرشد الديني الإيراني علي خامنئي أن التطورات الجارية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ستعيد صناعة التاريخ، مشير إلى أن بلاده تدعم انتفاضات جميع الشعوب المسلمة باستثناء تلك التي تؤججها واشنطن. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس في الجموع المحتشدة في مرقد مؤسس الثورة الإيرانية الإمام الخميني إحياء لذكرى رحيله الثانية والعشرين.

وتطرق خامنئي إلى التطورات الداخلية في بلاده واعتبر خطوات مستشار الرئيس نجاد رحيم مشائي بطرح المدرسة الإيرانية مقابل المدرسة الإسلامية خطوات منحرفة. وقال "إن أي تيار يدعو لعقلنة القيم الخمينية أو الدعوة لتجديدها يعتبر منحرفاً"، مشيراً إلى أن المدرسة الخمينية متكاملة وأن إيران تمكنت خلال السنين الطويلة من عمر الثورة من الصمود بوجه الأعداء بقيم تلك المدرسة.

ودعا خامنئي معسكر المحافظين الحاكم إلى وضع حد لانشقاقاته. وقال "هناك مواقف سياسية مختلفة. وإذا لم يحاول أحد قلب النظام ولا خيانته ولا تنفيذ مخططات الأعداء، لكنه لا يشاطركم الرأي فلا يجب أن تحرموه" من حقه في التعبير. وأضاف أن "الإيمان لا يعني إهانة المعارضين"، مؤكداً أنه لا ينبغي "حرمان" جزء من المجتمع من حريته "باسم الثورة وباسم الاختلافات السياسية".

كما دعم الحكومة مؤكداً أن "المسؤولين تمكنوا من إنجاز أمور كبيرة، سيرى الناس نتائجها في مستقبل قريب أو بعيد".

في مقابل ذلك، سيطرت أجواء من الفوضى على كلمة الرئيس نجاد التي سبقت كلمة المرشد بيوم في مرقد الخميني، لاسيما أن التلفزيون لم ينقل الكلمة بشكل مباشر خاصة المقطع الذي أكد فيه نجاد أن الخميني لم يكن يهتم بوصايا المسؤولين المقربيين منه أو ما يسمى بالحاشية. وجوبه نجاد بشعارات ضد حكومته وضد مستشاره مشائي.

وكان الأصوليون واصلوا سياستهم المعادية لتيار نجاد، حيث اعتبر خطيب قم محمد سعيدي أن تيار الانحراف يسعى لاستئصال الإسلام من إيران وإحلال قيم المكتب الإيراني. وأكد سعيدي أن بريطانيا تدعم تيار الانحراف في إيران.

من جانبه، أكد المسؤول في قيادة البسيج مهدي طائب أن تيار الانحراف يعيش الوحدة مع تيار الإصلاحات، وأن رئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني يدعم هذا التيار.