أول ما خطر في ذهني بعد سماعي خبر حمزة كشغري، سؤال ملح وهو: ما الظروف التي تجعل شاباً يحفظ القرآن ويلازم طلبة العلم في المسجد يكتب هذه الإساءات؟ فمن بشاعتها لم أجرؤ على إكمال ما كتبه في حق سيدي رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. فتكفي أحرفها الأولى لجرح واستفزاز مشاعر المسلمين، لأنها تعدت على حرمة نبيهم الذي يحبونه ويفدونه بأرواحهم دفاعاً عنه من أن يصيبه مكروه في حياته أو تصله مسبة بعد مماته. فهو أكرم خلق الله وأحب خلق الله إلى الله وهو الرحمة المهداة والسراج المنير، أضاء الله به قلوبنا إلى الصراط المستقيم، لذلك عندما تأتي هذه الإساءة من مسلم ومن بني جلدتنا، فلابد أن نسأل هل هناك إساءات أخرى مشابهة؟ وكيف نقتلع بيئتها؟
علينا أن نعترف أولاً بعدة حقائق تحيط بهذه الإساءة لكي نخرج منها بوسائل تردع كل من يسيء إلى جلال الله وإلى مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. تأتي في مقدمتها ظروف البيئة، فهل هو ضحية لصحبة فاشلة أم لقدوة مشككة أم إنه يمثل حالة نفسية مريضة؟ فهو قد تربى في أحضان المسجد بين زملاء يحفظ معهم كتاب الله حتى ارتسمت على وجهه وضاءة هذا العبق، حيث تحفظ له الأناشيد على اليوتيوب دموعه وهي تسيل من شدة ذوبانه في هذه الصحبة المباركة. وهنا يبرز احتمال مهم وينبغي ألا نهمله وهو وقوعه ضحية لمن غرر به (غسيل مخ) في مواقع الإنترنت وحرضه مستغلاً حداثة سنه.
إذا كان الأمر غير ذلك فهناك إساءات مشابهة شجعت هذا العمل بسبب عدم تعرض أصحابها للعقاب. منها على سبيل المثال الإساءة بكل جرأة إلى الذات الإلهية في بعض المواقع الليبرالية على الإنترنت. ورغم أن هذه المواقع معروفة وتدار بأقلام سعودية إلا أنها لم تحجب ولم يعاقب أصحابها. وهناك أيضاً إساءات أخرى علنية بالصوت والصورة تغاضينا عن محاكمة أصحابها مما جعلهم في حل من الاعتذار. وأقرب مثال على ذلك ما قاله أحد الأطباء النفسيين في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم! والمثال الثاني، الرسوم الدنماركية عام 2005م ذلك أنه بحجة التسامح، تجرأ البعض إلى درجة المشاركة في حملة إعلانية ضد المقاطعة. وبالمناسبة امتنعت صحيفتنا "الوطن" عن نشر هذه الإعلانات.
في ضوء هذه الحقائق علينا أن نتفق على ثلاثة أمور وهي: أن الإساءة لجلال الله ولمقام نبيه ليست لها علاقة بحرية التعبير، بل هي من أعظم الكبائر وبالتالي تستوجب معقابة مرتكبها من قبل ولي الأمر في المحكمة وليس في أيدي الأفراد. الأمر الثاني لابد من الأخذ بتعددية وتنوع المذاهب وآراء العلماء حول معاقبة التائب في ظل الهدي الشريف " إن الله يفرح بتوبة عبده "، خاصة بعد دراسة جميع الملابسات، فالشافعية لا يؤيدون القتل، وكذلك جاء في موقع الشيخ بن باز رحمه الله أنه " يستتاب" أي إقامة الحد إن لم يتب. الأمر الثالث لا بد من تجفيف جميع هذه الإساءات في شتى الوسائل، خاصة من مواقع الإنترنت ومعاقبة كتابها حتى لا يكونوا عوامل تحريض وتشجيع للغير.