حذر نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان من أن غياب الحوار داخل الأسرة قد يؤدي إلى التطرف والغلو أو الانحراف ووقوع الأبناء في مشكلات أخلاقية، وحدوث العديد من المشاكل الاجتماعية أبرزها ارتفاع نسبة الطلاق.

وأوضح السلطان خلال مؤتمر صحفي أمس بمركز الحوار الوطني للإعلان عن دراسة أجراها المركز حول "واقع الحوار الأسري داخل المجتمع السعودي"، أن الحوار مع الأبناء سيظهر لأولياء الأمور اتجاهات أبنائهم والتعرف إلى أين هم متجهون سلوكياً.

وأوضح مدير عام البحوث والنشر بالمركز الدكتور محمد الشويعر أن الدراسة كشفت أن 50% من الأبناء لا يشاركون أسرهم في تناول القضايا الهامة، ويرى نحو 50% من العينة التي أجريت عليها الدراسة أن النقاشات الاجتماعية تعزز من ثقافة الحوار داخل الأسرة، كما أيدت نصف العينة مفهوم أن الرحلات الجماعية الأسرية مهمة لما فيها من كسر للروتين الأسري، وتخفيف الرتابة التي تعيشها الأسرة، وتعزيز لثقافة الحوار.

وبين الشويعر أن المركز أجرى دراسة مسحية على عينة ممثلة لأطياف مختلفة من المجتمع السعودي، وأجريت الدراسة على استبيان 5 آلاف فرد من معظم مناطق المملكة مابين الأبناء وأولياء الأمور، لوضع تصور حول مستوى الحوار في داخل الأسر السعودية، وبينت تأييد أكثر من 50% من العينة التزام الصمت حيال المواضيع الحساسة داخل الأسرة. و أكد 36% على ارتفاع الأصوات أثناء النقاش مع الأسرة وهو ما يوضح أن هناك مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء داخل الأسر السعودية.

وأشارت الدراسة إلى أن 64% يوافقون على أن تكون الأم وسيطاً للحوار مع والدهم، فيما أجمع 70% من عينة الدراسة من الأبناء على وجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب في القضايا التي تخص الأبناء، وأفاد 69% من أفراد العينة عن تواصل والدتهم معهم أثناء تواجدهم خارج المنزل. وأكد 55% من العينة أن الأم تهتم بهم أكثر من الأب. وقد اهتمت الدراسة التي أعدها فريق علمي متخصص، في العوامل المؤثرة في ثقافة الحوار داخل الأسرة، وذلك من خلال طرح عدة عوامل ثقافية تبين مدى قوة تأثيرها في الحوار داخل الأسرة، وتبين تأثير عامل التعليم والمدرسة والزملاء والأصدقاء والمساجد ووسائل الإعلام بشكل ملحوظ في ثقافة الحوار داخل الأسرة، وتدني تأثير بعض العوامل التي كان من شأنها أن تعزز ثقافة الحوار داخل الأسرة.